إنتخابات بشري ليست نزهة.. معارضو القوات يسعون لمقعد… جوزيف القصيفي

يبدو ان الاستحقاق الانتخابي في بشري وجبّتها لن يكون نزهة لـ″القوات اللبنانية″، كما في استحقاقي 2005 و2009, وذلك لاسباب عدة:

أولا: تراجع الاجواء الحماسية التي رافقت خروج الدكتور سمير جعجع من السجن في العام 2005، والتي أسهمت في تحقيق فوز ساحق لمرشحي القوات: ستريدا طوق جعجع وايلي كيروز.

ثانيا: غياب حدة الاصطفاف السياسي على النحو الذي كان سائدا في العام 2009، والذي تميز بدخول البطريرك مار نصرالله بطرس صفير طرفا الى جانب قوى الرابع عشر من آذار، موقف البطريرك يومها تجلى بالبيان الشهير الذي اصدره عشية الانتخابات، وفيه تحذير من سعي ايراني لتأمين فرص الفوز لقوى الثامن من آذار، بما يؤدي الى استرهان القرار اللبناني.

ثالثا: تبدل القانون الانتخابي من اكثري الى نسبي، مع الصوت التفضيلي، ما يحتم مقاربات مختلفة للملف الانتخابي في العام 2018. خصوصا ان ″القوات اللبنانية″ تخوض هذه المرة مغامرة بترشيحها المهندس جوزف اسحق من حصرون، وهو حزبي ونقيب سابق لمهندسي الشمال. ونادرا ما تترشح على الانتخابات في هذه الدائرة، شخصية من خارج مدينة المقدمين، فآخر مرشح غير بشراوي خاض المعركة كان الكتائبي الدكتور انطوان معربس في العام 1972. من دون احتساب عدد من المرشحين غير الاساسيين الذين برزوا في استحقاقي 1996و2000. فالى أي حدّ تستطيع القوات اللبنانية إلزام قاعدتها الناخبة داخل المدينة بكل تلاوينها العائلية بالاقتراع للمرشح اسحق.

في المقابل، ثمة قوى أخرى في بشري ترى في القانون الانتخابي الجديد مجالا لاحداث خرق والافادة من النسبية والصوت التفضيلي، وهي بدأت تعد العدة لخوض الاستحقاق وعقد التحالفات الانتخابية. وفي هذا المجال يبرز النائب السابق جبران طوق الذي قرر ترشيح نجله وليم، وتوفير كل اسباب الدعم السياسي والمادي له، متكلا على رصيده العائلي والشعبي وعلى تأييد محتمل من التيارين: الوطني الحر والمردة.

الدكتور سمير جعجع كما عادته لا يترك أي تفصيل، ولا تغفل عينه عن أي تطور، فبادر في زيارته الى اوستراليا للاتصال بالجالية البشراوية وهي الاكبر في هذه البلاد وللقوات كثير من المؤيدين فيها، وذلك لدفع هؤلاء الى تسجيل اسمائهم للانتخاب او السفر الى لبنان للاقتراع بهدف تأمين كتلة ناخبة، تضمن فوز مرشحي القوات بالصوت التفضيلي. وهذا يعني ان جعجع يعي ان معركة بشري ليست شربة ماء او نزهة عابرة، وتقتضي منه جهدا موصولا.

من الواضح أن للمرشح وليم طوق قدرة على المنافسة، لا سيما بعد تبدل المزاج البشراوي، والذي بدت ملامحه مع الانتخابات البلدية الاخيرة التي افرزت حضورا آخرا مختلف له وزنه وهو يمكن ان يحدث خرقا اذا ما إتحدت القوى المعارضة لجعجع في المنطقة، ولم تدخل في متاهة التجاذبات والتسابق على الترشيح معتبرة ان الأولوية هي لكسر احتكار التمثيل.

ويواجه طوق الابن شهيات مفتوحة ومشروعة من عائلته وعائلات اخرى طامحة للترشح، ترى انها الاحق او على الاقل لها الحق في خوض الاستحقاق، وتتكثف الاتصالات والاجتماعات حاليا للاتفاق على توحيد الترشيحات وخطط العمل والتحرك ليكون المقعد الثاني في بشري من نصيب معارضي القوات.

ختاما المعركة لن تكون سهلة على الجميع، ولن تكون نزهة امام لائحة جعجع – اسحق.والغلبة ستكون لمن يعرف استخدام ما في يديه من اوراق.

Post Author: SafirAlChamal