جبل محسن: إستقالة جماعية من التيار الوطني الحر… عمر ابراهيم

ثلاث سنوات مرت على خروج الامين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد قسرا من جبل محسن الى ″منفاه″ في سوريا، حفلت بمتغيرات كثيرة في الشارع العلوي الذي طالما كان ينظر إليه على أنه ″قلعة مغلقة″ في وجه الطامحين للعمل السياسي أو الراغبين بحصد أصوات انتخابية حتى لو كان حليفا، من دون الحصول على موافقة الحزب أو من يقف وراء الحزب. 

لا شك أن للحزب حضورا ونفوذا ما زال يتمتع بهما بين أبناء جبل محسن، إنطلاقا من علاقة تاريخية لعب خلالها دور ″المدافع″ عن ″مظلومية″ طائفة، يرى الكثير من ابنائها انهم دفعوا ثمن موقفهم في الانماء والسياسة، فكانوا شركاء الغرم، وبعيدون عن الغُنم.

خرج رفعت عيد بعد  تطبيق الخطة الأمنية التي وضعت حدا لجولات العنف التي شهدتها طرابلس على مدار ست سنوات، وما رافق ذلك من اتهامات للحزب بتفجيرات مسجدي التقوى والسلام، تاركا وراءه جيشا من المنتسبين او المحسوبين، وقلعة شرّعت أبوابها للحليف قبل الخصم، حيث بدأت التيارات السياسية في البحث عن موطىء قدم في بيئة كانت حتى الامس القريب ″محرمة″ عليهم، بهدف الحصول على حصتهم من أصوات أبناء الطائفة العلوية في الإستحقاقات الإنتخابية.

حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر والمردة وقيادات سياسية طرابلسية، سارعت الى جبل محسن، بعدما باتت الفرصة سانحة لهم للدخول اليه مباشرة بعيدا عن ″الوسيط″، واستطاعت بعض تلك الأحزاب والقوى السياسية من تشكيل ″مجموعات″ في ظل غياب رفعت عيد الذي خسر الكثير من المحسوبين عليه  لصالح ″الدخلاء″.

بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية توجهت أنظار بعض أبناء الجبل الى ″الحليف″ التقليدي، بحثا عن ″الحقوق″ ولتأمين الاحتياجات الضرورية من الإنماء والوظائف، لا سيما ان الإنتماء الى التيار الوطني الحر من المفترض ان لا يشكل حساسية في تلك البيئة المؤيدة بغالبيتها لقوى 8 آذار.

شكل التيار الوطني الحر مؤخرا حالة شعبية تضاربت المعلومات حول حجمها، وكان بصدد افتتاح مكتب له بعد تعيين مسؤول من ابناء المنطقة، لكن الامور سرعان ما انقلبت راسا على عقب، بعدما اكتشف المنتسبون للتيار انهم مجرد ارقام انتخابية وجمهور ″غب الطلب″ حاول التيار استخدامه في نشاطاته ومهرجاناته من دون ان يقوم بتسديد اي فاتورة للمحتاجين الى وظائف او مساعدات، لا بل ان البعض ذهب الى اتهام التيار انه استغل جمهور ″الحلفاء″ وغدر بهم، وكان من المفترض ان يرعاهم ويؤمن حقوقهم، وان كان هناك من حاول الغمز من قناة الصراع بين التيار الوطني وتيار المردة الذي تربطه علاقة أكثر من ممتازة مع جبل محسن.

هذا الأمر دفع المنتسبين في جبل محسن للتيار الوطني الحر والذين كانوا بصدد فتح مكتب له، الى تقديم إستقالة جماعية إحتجاجا على سياسة اللامبالاة المتبعة بحقهم من وزراء ونواب ومسؤولي التيار.

وجاء في بيان الاستقالة الذي نشره مسؤول التيار في جبل محسن المستقيل علي سليمان:″بعد   ان تداولت مع الشباب، وبعد ان توافقنا جميعا على عدم الاستمرار بهكذا وضع يلغي شخصيتنا وكأننا عالة على التيار وبعد أن شعرنا بالغبن الكبير، قررنا جميعا أي نحو 560 منتسب ومنتسبة، ان نتقدم باستقالتنا من التيار اسفين لعدم استمرارنا لاننا بذلك نكون قد مارسنا قناعاتنا وبكل وطنية وجدية″.

Post Author: SafirAlChamal