عين الحلوة: هل تأتي الباصات.. أو يسلك المطلوبون طريق شادي المولوي… عمر ابراهيم

من أعطى كلمة السر لبدء عملية هجرة المطلوبين من مخيم عين الحلوة؟، ومن هم الأطراف الذين شاركوا في التوصل الى هذه التسوية؟، ولماذا ترك المخيم طوال هذه الفترة أسيرا للتوترات الامنية التي انهكت قاطنيه وشوهت صورتهم في محيطهم؟، والأهم من ذلك، كيف تم تدجين الرأي العام الذي وصل الامر عند البعض منه الى اطلاق التوصيفات العنصرية على خلفية هذا الملف؟، وأخيرا وليس آخراً، كيف سيخرج ما تبقى من المطلوبين مع عائلاتهم، بحرا او برا؟.

ما يحصل في عين الحلوة من عمليات جراحية لاستئصال ″الأورام″ هو الحل الانسب، ولم يكن هناك خيار آخر كبديل عن ″الوصفة السحرية″ التي اثبتت فعاليتها في سوريا والعراق وجرود لبنان الشرقية، ولكن على الطريقة اللبنانية، التي مكنت شادي المولوي ومن معه من الخروج، وان كان البعض يرى انه في المرحلة المقبلة لا غنى عن الباصات لنقل من تبقى مع عائلاتهم .

ربما يكون ما حصل من عمليات هروب لبعض المطلوبين هو آخر الكيّ لمرض إستعصت كل محاولات علاجه باقل الأضرار الممكنة، او ربما لم يرد ذلك حينها، قبل ان تتهيأ الظروف السياسية المحلية والإقليمية، وربما هذا ما يفسر مرور عملية الهروب للمطلوبين بهدوء تام لم يسبق له مثيل، لا سيما بالنسبة للذين وصل عندهم الامر الى حد استخدام مصطلحات عنصرية في مقاربة قضية ملف عين الحلوة، من دون مراعاة ظروف وأوضاع نحو مئة الف نسمة معظمهم مغلوب على أمرهم.

فجاة وبكبسة زر بدأت الأجواء تتهيأ لعودة مخيم عين الحلوة الى بيت الطاعة او كما يحلو البعض تسميتها الى حضن الشرعية، بانتظار استكمال الجزء الأخير المتعلق بباقي المطلوبين من اللبنانيين والفلسطينين والسوريين والسعوديين والجزائريين وغيرهم، ليسدل الستار عن قضية تجاوز صيتها لبنان، الا اذا حصلما لم يكن في الحسبان.

في المعلومات فان ما حصل في سفارة دولة فلسطين من إتفاقات على خلفية المصالحة بين فتح وحماس، والتي أدت الى تشكيل لجان، أهمها لجنة المطلوبين، ساهم الى حد كبير في إجراء تسويات على نسق خروج المطلوبين.

وتضيف المعلومات: بات في المخيم أربعة مراكز لتسجيل أسماء المطلوبين، والتهم التي تواجههم، وهم بحسب التقديرات يبلغ عددهم نحو ألفيّ شخص، معظمهم بقضايا غير مرتبطة بالارهاب.

وتتابع المعلومات: إن هذه المراكز غير معنية بملف المطلوبين المصنفين في خانة الارهاب، وهؤلاء تتم معالجة امورهم بعيدا عن الاضواء، وحصرا بين جهات معينة تعمل على هذا الملف لضمان سريته.

وتؤكد المعلومات ان المطلوبين بتهم الارهاب يبلغ عددهم نحو مئتيّ شخص من جنسيات مختلفة، خرج منهم نحو عشرة، بين من هرب أو سلم نفسه طوعا، في حين أن من بقي منهم لا سيما الفلسطينين يصرون على الخروج مع عائلاتهم وهذا ما قد يحتاج الى بعض الوقت لتأمين عملية الانتقال في حال تمت الموافقة على الامر، حينها يمكن ان تأتي الباصات، أما المطلوبون من جنسيات عربية فقد يغادروا بجوازات سفر او هويات مزورة على غرار ابو خطاب المصري وغيره.

Post Author: SafirAlChamal