البترون: موسم زيتون من دون زيت… لميا شديد

batroun olive 2

ساهمت التقنية الجديدة التي دخلت الى قطاع الزيتون في منطقة البترون باستعمال القطافات الكهربائية في عملية القطاف في تخفيض كلفة اليد العاملة التي لطالما رزح المزارعون  تحت أعبائها. الا أن هذه التقنية لا تزال غير معممة على القرى والبلدات البترونية بالاضافة الى عدم وجود ثقة وقناعة بها من قبل المزارعين خوفا من أن تتسبب بأضرار وتكسير في الاغصان والاشجار.

وجاءت العوامل الطبيعية لتفعل فعلها في الانتاج والمواسم حيث أدى تأخر الامطار وتوقف سقوطها منذ نيسان الماضي الى تراجع كمية الانتاج في الزيت رغم توافر الانتاج في كميات الزيتون لدى معظم المزارعين الذين بكروا في القطاف لأن الجفاف بدأ يتهدد ثمر الزيتون بالسقوط فكان القرار البدء بالقطاف دون انتظار تساقط الامطار التي متى حلت ستؤدي الى سقوط حبات الزيتون بسبب الجفاف. ويسجل المزارعون على الانتاج هذا العام صغر حجم حبة الزيتون الذي يؤثر على محصول الزيت.

لا يخفي المزارعون البترونيون قلقهم على مصير زراعة الزيتون وإنتاج الزيت لا سيما أن انتاج السنوات الماضية لا يزال مكدسا بنسب متفاوتة بين مزارع وآخر وبين معصرة وأخرى الا أن عدم إيجاد أسواق التصريف سيضاعف من الأزمة وسينعكس تأثيرا على أسعار الزيت. ويحاول المزارعون عرض زيتهم من موسم العام الماضي بسعر يتراوح بين مئة ألف ليرة للتنكة الواحدة في محاولة لإنقاذ الانتاج القديم قبل أن يتراكم الانتاج الجديد.

وتسجل المواسم نسبا متفاوتة في الانتاج فهناك من جنى موسما كاملا، وهناك مزارعون جنوا ثلاث أرباع الموسم العادي بالنسبة لكميات الزيتون، ولكن هذا لا يعني أن الموسم ممتاز لأن الانتاج من الزيت تراجع عن السنوات الماضية بنسبة 45% و″حملان″ الشجر لم يعط  إنتاجا جيدا من الزيت.

ويقول عطيه جرجس: ″نعيش قلقا بوتيرة مرتفعة جراء ما يصيب قطاع الزيتون رغم محاولاتنا لحمايته والمحافظة عليه كمصدر رزق اساسي كما كان على مدى عقود من الزمن. ولكن كل شيء تبدل من الطقس الى الكلفة واليد العاملة وأسعار الزيت وتكدسه من عام الى آخر″.

ويعلق المزارعون اهمية كبرى على دور التعاونيات الزراعية لجهة التنسيق مع وزارة الزراعة وتنظيم لقاءات توعية وارشاد حول قطاع الزيتون.

ويشير رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بقسميا بطرس شهيد  ″الى المساعي التي تنشط بالتعاون مع المركز الزراعي في البترون لدعم المزارعين وانتاجهم من خلال التوجيه والارشاد ومن خلال إدخال تقنيات جديدة في قطاع الزيتون للتوفير على المزارع ومنها تقنية ″الفراطات″ الكهربائية التي بدأت تعمم في كافة أنحاء المنطقة″ نافيا ″أن تكون هذه المعدات مؤثرة سلبا على الاشجار وأغصانها، لأن استعمالها بشكل مدروس يوفر على المزارعين من كلفة اليد العاملة التي تأكل من أرباح المزارع.

batroun oile 3

أما مختار كفيفان سامي رزق وهو صاحب معصرة زيتون، فيلفت الى وجود كميات كبيرة من الزيتون مقابل كميات قليلة من الزيت وبدلا من ان يعطي كل 50 كيلو زيتون تنكة من الزيت نجد هذا العام تراجعا كبيرا في الانتاج حيث ان كل 85 كيلو زيتون يعصرون تنكة زيت وهذا  يعود الى تأخر الامطار وامتداد فترة الجفاف في هذا العام على مدى 6 او 7 اشهر.″

وتشهد معاصر الزيتون اقبالا لافتا من المزارعين لتأمين انتاجهم وهم يمضون ليال طويلة بانتظار دور لهم يحجزونه حسب المواعيد لعصر زيتونهم. ويشير خبراء زراعيون الى ان قطاع الزيتون بحاجة للاهتمام والعناية من أجل توفير انتاج جيد بمردود مقبول يساعد المزارعين على البقاء في قراهم والتثبت في أرضهم.

Post Author: SafirAlChamal