سيدنا البطريرك.. ما صحة ″التقرير الاسود″؟… مرسال الترس

إنشغلت مختلف الاوساط المسيحية من دينية ومدنية خلال الايام الماضية بما تم تداوله عبر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول وجود ″تقرير أسود″ رفعه أحد الكرادلة الى الفاتيكان حول أداء المؤسسات الدينية والتربوية التابعة لها في لبنان، لجهة ابتعادها عن الاهتمام بما يكفي ويليق بابناء الرعايا في الوطن الذي يعتبره المسيحيون أنه قد رُسِم على خرائط الدول الكبيرة وباقلام كبار المسؤولين فيها اكراماً لهم ولدورهم التاريخي في الشرق الاوسط.

وفي حين ركز مضمون ما نُشر على الانزعاج الفاتيكاني من دور بكركي وسيدها البطريرك الكاردينال بشارة الراعي، لم يشأ الصرح الماروني التعليق أو الرد حتى الساعة على ما تم تداوله، الامر الذي ترك أكثر من علامة إستفهام لدى العديد من الاوساط المسيحية وتحديداً المارونية، حول مدى صحة ما نُشر، وعما اذا كان ذلك التقرير وما ورد فيه صحيحاً أم إجحافاً بحق أحد أبرز المراجع المسيحية في منطقة الشرق الاوسط. خصوصاً في هذه الفترة بالذات بعد أن إهتز بقوة  ذلك الوجود نتيجة الممارسات الارهابية في دول المنطقة ابتداء من سوريا والعراق وصولاً الى مصر وما أفرزه من تهجير ونزوح وإفراغ مناطق بكاملها من الوجود المسيحي المتجذر منذ نشوء المسيحية.

ولذلك فان المطلوب توضيح العديد من الامور ولعل ابرزها التالي:

هل أن الكاردينال دومينيك مومبرتي زار فعلاً لبنان وتواصل مع العديد من المراجع الدينية على مختلف المستويات، اضافة الى مهتمين بالشأنين التربوي والاجتماعي، وكتب ما تم تناقله في ذاك التقرير المحكي عنه أم لا؟ خصوصاً وان بعض الاوساط قد أكدت حصول الزيارة وأخرى نفت حصولها!

هل أن التقرير قد تناول أوضاع المؤسسات التربوية العائدة للمؤسسات الدينية أم لا؟ سيما وأن تلك المؤسسات تعيش مع اساتذتها واهالي الطلاب صراعاً مريراً حول سلسلة الرتب والرواتب والاقساط المدرسية التي تسجل ارتفاعا سنويا بدون النظر الى ما يعيشه الاهالي من أزمات اجتماعية ومعيشية.

هل أن التقرير قد توقف باهتمام عند بيع أراضي المسيحيين وبمستوى غير مسبوق في مناطق عدة بعيدة عن العاصمة؟ في حين لم تتخذ المراجع الدينية أية خطوات عملية للحد من تلك العمليات التي تترك نتائج سلبية جداً على التعايش بين مختلف الطوائف والمذاهب في الوطن المتعدد.

وهل ان التقرير يتضمن ايضاً العديد من القضايا والشؤون ذات الاهمية البالغة غير التي تم تداولها؟

وهل صحيح أن التقرير قد توجه بالنقد الشديد لرجال الدين الموارنة خصوصا الاساقفة وروؤساء الاديار قائلا “كنيستكم من حجر وبلا رحمة؟ وهل صحيح أنه وجه اليهم إنتقادات عدة لعدم إيلائهم الاهتمام اللازم لشؤون الرعايا خصوصا في الاطراف؟!

بالتاكيد ان الجواب اليقين على كل هذه الاسئلة وسواها موجود فقط عند بكركي وسيدها. فهل سيتم قريباً نطق الجواهر، وإسكات المتطاولين الذين يرغبون بنكئ الجراح كل فترة؟  

Post Author: SafirAlChamal