هل تنجح البترون في إستعادة ″ثروة″ وادي نهر الجوز؟… لميا شديد

wadi 2

يعوّل القيمون على تاريخ منطقة البترون وآثارها على منظمة الاونيسكو لنفض غبار النسيان عن حضارة إذا ما تم الكشف عنها وإنقاذها لن تكون ملكا للبترون بل للبنان كله والعالم.

إنه وادي نهر الجوز الذي يحتضن تراثا حضاريا وسياحيا وتاريخيا يتمثل بالطواحين المائية والجسور الرومانية ودروب المشاة التي تربط بين الطواحين وهذه الجسور.

حوالى 40 طاحونة و20 جسرا طمسها النسيان وهي رغم خرابها تشكل لوحات طبيعة لا تعرفها المناطق اللبنانية الأخرى.

في هذا الوادي سكن إنسان العصر الحجري، وتكونت عليه حضارات الكنعانيين، الفينيقيين الى المصريين وحضارات بلاد ما بين النهرين، الفرس، السلوقيين، الايطوريين، اليونان، الرومان، البزنطيين، العرب، الصليبيين، المماليك، العثمانيين، عصر الامارتين المعنية والشهابية وعصر المتصرفية وصولا الى يومنا هذا.

وادي نهر الجوز بموقعه المميز عبر التاريخ وبمعالمه الأثرية والطبيعية يشغل بال البترونيين لا سيما الباحثين في تاريخ البترون وكنوزها وآثارها، تراهم يحنون الى الحياة في هذا الموقع التاريخي، وادي نهر الجوز الممتد من منبع النهر في تنورين الى مصبه قرب قلعة المسيلحة بطول 38 كلم . فهو يحتضن طواحين وجسورا باتت اليوم في مهب النسيان والاهمال، جدران وأدراج وقناطر تتهاوى على ضفاف النهر بعد أن كانت تدب فيها الحياة على مدى أيام السنة، من سوق القمح، والطحين والبرغل والكشك، سوق كان مقصدا للفلاحين والمزارعين الذين كانوا يتسابقون لحجز دور لهم وكان يبلغ بهم الامر الى تمضية ليلتهم في الطاحونة أو في مغارة مجاورة لها.

أما الدروب التي كانت تعج بقوافل المكاريين القادمة من الكورة وجبيل وقرى البترون فقد ضاعت معالمها ونبتت فيها الأشواك والاعشاب والقندول، الى الجسور الرومانية التي تربط الطواحين فبقيت شاهدة على حقبة ذهبية في حياة الأجداد والآباء.

ويؤكد رئيس لجنة الثقافة والتراث والسياحة الدينية في أبرشية البترون المارونية الدكتور جوزيف شليطا ″أهمية الاضاءة وتسليط الضوء على هذه المعالم التاريخية وإظهار اهميتها الاثرية والسياحية والحضارية واعادة الحياة الى  وادي نهر الجوز الذي يحتضن هذه الطواحين والجسور.″

ويضيف: ″وادي نهر الجوز مسكون بالتراث والحضارة وإذا ما عرفنا أن نعيد الحياة اليه استعدنا كنزا وثروة ذات قيمة تاريخية بإمكاننا استثمارها على كافة المستويات علما أن وزارة البيئة في عهد الوزير أكرم شهيب صنفت الوادي من المواقع الطبيعية الخاضعة لحمايتها بموجب القرار رقم 22/1 في 24/2/1998 ما يعني أن هذا الموقع يحتضن تاريخا مهما على كل المعنيين العمل لنفض غبار الاهمال والنسيان عنه. والدعوة اليوم هي لزيارة هذا الوادي الغني والتعرف اليه لما يحمل من حضارة الانسان الاول وما يحتضن من مغاور وطواحين وجسور ودروب قديمة ونقوش ومغاور بالاضافة الى الآثار.″

ويسأل شليطا ″ماذا لو كانت هذه الطواحين وهذه الجسور موجودة في  أي دولة من العالم فكيف كان تم التعاطي معها؟ المطلوب نهضة شرسة تجاه هذا الموقع الذي لا يستهان به وإذا عرفنا كيف نعيد الحياة اليه أنقذنا إرثا تاريخيا شاهدا على حضارتنا الزاخرة.″

Post Author: SafirAlChamal