ستريدا جعجع تسيء الى نفسها وزوجها وعائلتها.. قبل الزغرتاويين… غسان ريفي

كسرت النائبة ستريدا جعجع ″الجرة″ مع زغرتا التي توحدت بقياداتها السياسية وشعبها على رفض ″النكتة السمجة″ التي أطلقتها في إجتماع عائلة طوق في أوستراليا، والتي تسربت بالصوت والصورة عبر تسجيل فيديو، حيث تباهت زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوالدها الذي زوّجها جعجع بعدما أعجب به وأحبه لأنه ″دعوس″ الزغرتاويين..

لم يكن أمام ستريدا جعجع سوى تقديم إعتذار علني وصريح من أبناء زغرتا فردا فردا، لأن الاساءة التي وجهتها لهم، تعتبر بمثابة الخطيئة التي لا تغتفر، وهي بحسب الفيديو لم ترق لبعض الذين كانوا يجلسون بقربها، ويبدو من سياق الفيديو أن ستريدا تلقت عتبا سريعا، وتنبيها من أحد أبناء عائلة طوق ما دفعها الى محاولة تصحيح الخطيئة بخطيئة أكبر عندما أكدت أن ″تمسك والدها ببشراويته دفعه الى أن يقول ما قاله″.

الاعتذار الذي قدمته ستريدا، قد يخفف من وطأة الخطيئة التي إرتكبتها على المستويات الشخصية، لكنه ربما لن  يمر مرور الكرام على الزغرتاويين الذين ما يزالون يحرصون على إحياء ذكرى مجزرة إهدن كما لو أنها إرتكبت بالأمس، وهذه الخطيئة قد يكون لها إنعكاسات سلبية جدا على مسار العلاقات التي كانت بدأت تتنامى بين القوات وتيار المردة، خصوصا أن ما أدلت به ستريدا يدل على خلفية عدائية لأبناء زغرتا، وعلى حقد دفين تربت عليه، ونما بشكل كبير في بيت زوجها، كما يدل على أنها ما تزال أسيرة الحرب ومجازرها.

النكتة السمجة التي أطلقتها ستريدا جعجع في أوستراليا لم تقتصر إساءتها على أبناء زغرتا الذين لم يوفروا “سيدة معراب” بتغريداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وردوا لها الصاع صاعين، بل إن هذه الاساءة كان لها أشكال مختلفة أهمها:

أولا: إن مجزرة إهدن هي جريمة شنيعة بحجم وطن، قدم عنها سمير جعجع إعتذارات عدة، وقابلها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالسماح، وجريمة بهذا الحجم ليست محط تندر بـنكتة من هنا أو فكاهة من هناك، فدماء الشهداء الى أي جهة إنتموا ليست لـالتنكيت، ومن إرتكب مجزرة إهدن في تلك الحقبة، كان مجرم حرب وليس بطلا يكافأ بتزويجه من عائلة طوق.

ثانيا: كلام ستريدا شكل إساءة كبرى الى زوجها سمير جعجع من خلال إدانته بارتكاب مجزرة إهدن، في حين أن كل الروايات القواتية تقول إنه أصيب في بداية الهجوم ولم يدخل الى قصر الرئاسي لآل فرنجية.

ثالثا: أساءت ستريدا بكلامها الى والدها باظهاره رجلا دمويا لا يحترم حرمة الجيران وأمنهم، لا بل يرغب بـدعوستهم، ومستعد لمكافئة من يفعل ذلك.

رابعا: لقد أساءت ستريدا الى أهالي بشري عموما، من خلال إتهامهم بأنهم كانوا يغطون تلك الجريمة النكراء، عندما قامت بربط الأصول البشراوية بـ دعوسةالزغرتاويين، ما دفع عمها النائب السابق جبران طوق الى الرد عليها، مدافعا عن بشري، ومعتبرا أن كلام إبنة شقيقه كارثي شكل إهانة لعائلتنا التي حرصت على تربية أبنائها وفق أصول بشراوية تاريخية عريقة، وليس وفق أصول دخيلة جاءت من أروقة غدراس ومعراب. وقال: إن غزو القرى وقتل الأطفال والأبرياء ليس من أعمال البطولات التي تستأهل تباهيا غبيا من هنا وتصفيقا حاقدا من هناك.

وأخيرا، فقد أساءت ستريدا جعجع الى نفسها وتاريخها، عندما إنتقلت من سيدة سياسية مرموقة بأعين الحلفاء والخصوم من اللبنانيين، الى سيدة إرتجالية تستهين بدماء الشهداء، يسبقها لسانها فيثير الفتن والقلاقل، لذلك كان يجب عليها أن تبدأ بالاعتذار من نفسها ثم من زوجها، ثم من عائلتها، ثم من بشري، ثم تردد آلاف الاعتذارات الى أبناء زغرتا الذين عضوا على جرحهم حماية للموارنة، وحرصا على الاستقرار الداخلي.

Post Author: SafirAlChamal