ميقاتي يقلق ″المستقبل″ في المنية…عمر إبراهيم

تجاوزت الزيارة التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي الى منطقة المنية أمس لتأدية صلاة ظهر الجمعة وتلبية دعوة للغداء، مضمونها الخاص، بعد ان تحولت الى لقاء شعبي حمل في طياته مدلولات سياسية بالغة الأهمية، وأعطى مؤشرات لبداية مرحلة جديدة تفتح الباب لعملية حسابية دقيقة وقراءة مستفيضة لمجريات الاحداث والمتغيرات التي طرأت وأدت إلى إعادة خلط الاوراق على الساحة السياسية في الشمال، وتحديداً في الشارع السني، بعدما سقطت الشعارات السياسية التي كان يرفعها ″المستقبل″ ويستخدمها في تجييش الشارع وفي اللعب على الوترين الطائفي والمذهبي..

الزيارة الخاصة الثانية للرئيس ميقاتي الى المنية خلال 48 ساعة، اعطت دلالات واضحة على اهمية هذه المنطقة بالنسبة له، خصوصا أنه كان عزز خلال السنوات الماضية علاقاته مع فاعلياتها العائلية والعشائرية التي تتحكم بموازين القوى وبمسار اي استحقاق انتخابي او سياسي.

لا شك في أن المنية كانت تشكل سابقا رافعة شعبية وانتخابية لـ″تيار المستقبل″، وهي ترجمت ذلك في ساحات الاعتصامات وفي صناديق الاقتراع، قبل ان يبدأ العد العكسي للتيار الازرق الذي بدأ يواجه حالات اعتراض وتململا شعبيا احتجاجا على عدم تنفيذ وعوده وعدم إحترامه التوازن بين التركيبات العائلية، فضلا عما يسميه البعض سياسة “دق الأسافين” داخل العائلة الواحدة من خلال إيهام بعض ابنائها بتبني ترشيحهم للانتخابات، وهو ما يتجسد على الارض من خلال وجود العديد من المرشحين المحسوبين على المستقبل  الذين يستعدون لخوض الاستحقاق الانتخابي المرتقب.

هذا التراجع الشعبي مستمر في المنية، حيث لا يزال التيار″ يواجه حالات اصطفاف عائلي بوجهه، وانشقاقات في صفوف مناصريه،  لا سيما بالنسبة للعائلات الكبيرة التي كان يعول عليها ومنها على سبيل المثال عائلة علم الدين، فضلا عن دخول اطراف من خارج المنطقة على خط موازين القوى السياسية في مقدمتها الرئيس نجيب ميقاتي الذي يحرص على ان تكون علاقته متوازنة مع كل مكونات المنطقة وعائلاتها الأمر الذي يقلق تيار المستقبل، إضافة الى دخول اللواء أشرف ريفي.

يمكن القول إن التطورات الميدانية الحاصلة تزيد من مأزق التيار الازرق″ وربما تدفعه الى اجراء تغيرات جوهرية في سياسته لاحتواء ما يعانيه من تراجع، وتحديدا بالنسبة للنائب كاظم الخير الذي شكل اختياره لوراثة النائب الراحل هاشم علم الدين بمثابة قطع شعرة معاوية، خصوصا أن النائب الخير يواجه إعتراضات على آدائه وعلى عدم قيامه باية خطوات تساهم في تلبية احتياجات المنطقة انمائيا ووظائفيا.

وكان الرئيس ميقاتي ادى صلاة ظهر الجمعة في مسجد عثمان بن عفان في المنية لبى دعوة الى مأدبة غداء في قاعة المسجد حيث شارك فيها فاعليات عائلية وعدد كبير من ابناء المنطقة.

Post Author: SafirAlChamal