الحريري يقلب الطاولة على ″صقور المستقبل″..!… غسان ريفي

قلب الرئيس سعد الحريري الطاولة بشكل علني، في وجه بعض نواب كتلة المستقبل النيابية الذين يحاولون التغريد خارج ″السرب الأزرق″، سعيا وراء شد عصب الشارع من خلال أحاديثهم عن الاحباط السني إستعدادا لانتخاباتهم النيابية المقبلة، أو الذين يعترضون سرا أو ضمن إجتماعات الكتلة، أو في مجموعة العشرين التي يتزعمها الرئيس فؤاد السنيورة، على آداء رئيس الحكومة، وذلك عندما جزم في معرض رده على النواب في ختام جلسة مناقشة مشروع الموازنة بأن ″لا إحباط سني وأنا مسؤول عن كلامي″.

وغمز الحريري من قناة عضو كتلته النائب أحمد فتفت الذي خصص في كلمته فقرة كاملة تحدث فيها عن الاحباط السني المتنامي، فرد الحريري عليه بأن ″الشارع السني غير محبط، لكن يبدو أن بعض الزملاء محبطين″ متمنيا أن ″لا يُسقطوا إحباطهم على اللبنانيين او طائفة اساسية ومؤسِسة بهذا البلد″.

لكن الحريري نفسه سعى في رده الى إستدرار عطف اللبنانيين وأبناء طائفته ورفع معنوياتهم، بادخال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري طرفا في المعادلة، حيث أكد أن ″الذي لم يُحبطه إغتيال رفيق الحريري لا يُحبطه شيء، واللبنانيون لم يُحبطهم ذلك، لا بل انتفضوا وأنجزوا وأكملوا، وأهل السنة لم يُحبطهم اغتيال الرئيس الشهيد، بل بقوا متمسكين بالاعتدال والدولة والعدالة، وأكملوا، وسيبقوا مكملين بمشروعه.. ونقطة على السطر″.

هذه اللغة أعادت الى الأذهان اللغة التي تحدث فيها الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري عندما أعلن من التبانة في طرابلس قبل أكثر من عامين أنه ″في تيار المستقبل لاصوت يعلو فوق صوت سعد الحريري″، والنقطة التي وضعها الرئيس الحريري على السطر في مجلس النواب، كانت بمثابة إسكات لأصوات بعض “صقور المستقبل” ومنعهم من إستغلال ما يقدمه من تنازلات لتحقيق مكاسب شخصية وشعبية على حسابه.

تشير المعلومات الى أن الرئيس الحريري ضاق ذرعا بالتباينات التي يشهدها تياره، لا سيما بمن يعتبرون أنفسهم ″صقورا″ ويحاولون في كل مرة المزايدة عليه، فجاء رده على النائب فتفت حاسما وقاطعا وعنيفا، وهو ما إعتبره البعض أن الحريري أراد أن “يتحدث مع الجارة لتسمع الكنّة” وبالتالي فان الرسالة كانت موجهة بالأساس الى الرئيس فؤاد السنيورة الذي شن هجوما عنيفا في كلمته في مجلس النواب على حزب الله وسلاحه، والذي تؤكد المعلومات بأنه يقود هجوما داخليا على الحريري، سواء من خلال بعض النواب الذين يدورون في فلك رئيس كتلة المستقبل، أو من خلال مجموعة العشرين التي تضم شخصيات سنية مقربة من الحريري، ولم تتوان في لفت نظر الحريري أكثر من مرة الى الاحباط الذي يصيب الشارع السني نتيجة ممارساته، وفي كيل الانتقادات لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي يتبادل الحريري معه الأدوار في الرد على تجاوزات ومغامرات وزير الخارجية جبران باسيل.

رد الحريري الواضح على فتفت يعكس حالة التخبط التي يعيشها رئيس الحكومة في بيته الداخلي، كما تشير الى أن ضيق صدره من سماع النصائح والانتقادات، تجاوز الحلفاء والخصوم ليصل الى كتلته النيابية التي رسم لها خطا أحمرا، مؤكدا أن في تيار المستقبل ″الأمر لي″ ومن لا يعجبه ذلك فالانتخابات على الأبواب وسيدفع الثمن غاليا.

غضب الحريري الذي بدا واضحا من خلال النبرة التي ردّ فيها على موضوع الاحباط السني، طرح سلسلة تساؤلات لجهة: هل سيدفع النائب أحمد فتفت ثمن كلامه في مجلس النواب إستبعادا عن لائحة الحريري في دائرة طرابلس، الضنية والمنية؟، وهل سيكون الرئيس السنيورة خارج المعادلة النيابية المقبلة في صيدا بحجة القانون النسبي والصوت التفضيلي الذي من المفترض أن تكون الأولى به النائب بهية الحريري؟، أم أن الحريري وجه من خلال كلامه إنذارا أخيرا لكل من يفكر بالخروج عن توجيهاته؟.

ثم بعد ذلك، هل سيلتزم بعض ″صقور المستقبل″ الطامحين الى ما هو أبعد من النيابة بالأوامر الحريرية الجديدة؟ أم أن التمرد سيكون ضالتهم على غرار وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، خصوصا أن قسما كبيرا من الشارع السني لم يرق له بتاتا كلام الحريري عن عدم وجود الاحباط، لا سيما بالتزامن مع الذكرى الخامسة لاغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، فأشعل مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات ردت عليه بعنف، وأبرز ما جاء فيها ″أن السنة لم يشعروا بالاحباط غداة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنهم كانوا يعتقدون أن من سيخلفه سيحافظ على حقوقهم ومكتسباتهم وعلى الموقع السني الأول في لبنان″.   

Post Author: SafirAlChamal