خصوم المستقبل يستعدّون له في بيروت: أيّام صعبة بانتظاره… عبد الكافي الصمد

قبل غيرها من بقية الدوائر الإنتخابية الـ15، إنطلقت الحملات الإنتخابية في دائرة بيروت الثانية، معطية بذلك الضوء الأخضر لبدء العد العكسي للإنتخابية النيابية، مع أن موعدها يبعد ما لا يقل عن سبعة أشهر من تاريخه.

قبل أيام أعلن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إطلاق الحملة الإنتخابية للتيار الأزرق في العاصمة، في احتفال أقيم في مقر منسقية التيار في معقله البيروتي في الطريق الجديدة، ما أعطى إشارة لافتة في أن القيادة الزرقاء لن تتساهل حيال الإستحقاق الإنتخابي في أيار المقبل، حتى لا تترك فرصة للمفآجات بأن تباغتها.

ولكن اللافت في إطلاق الحريري الحملة الإنتخابية لماكينته الزرقاء، أنها جاءت بعد أقل من 48 ساعة من إجتماع لافت جمع بين الوزير السابق السابق أشرف ريفي وبين رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، في منزل الأخير في بيروت، ما أثار في صفوف تيار المستقبل قلقاً من إحتمال تعاون مخزومي وريفي إنتخابياً، الأمر الذي من شأنه أن يهدد الزعامة المطلقة لتيار المستقبل في العاصمة، ويكسر إمتلاكه حصرية نوابها، بلا منازع، منذ عام 2005.

هذه الأجواء ترجمها مخزومي في اليومين الماضيين بإطلاقه الماكينة الإنتخابية لحزبه، في مؤتمر واسع دعا للمشاركة فيه عدد من الخبراء في الحملات الإنتخابية، موضحاً أن إطلاق ماكينته الانتخابية “في هذا الوقت المبكر، يرجع إلى جهوزيتها، واستعدادها لخوض غمار الإنتخابات في أيار 2018″، ومعتبراً أن “الموقع في مجلس النواب مهم لأنه أساس التشريع والتغيير”.

حراك مخزومي ـ ريفي الإنتخابي في بيروت ليس جرس الإنذار الأول الذي يتلقاه التيار الأزرق في العاصمة، ففي الإنتخابات البلدية خلال العام الماضي حصدت حملة “بيروت مدينتي”، التي قادها معارضون من المجتمع المدني، أرقاماً لافتة في صناديق الإقتراع، اعتبرت بمثابة إنذار مبكر لتيار المستقبل بأنه إذا جاءت نتائج الإنتخابات النيابية كما رست عليها الإنتخابات البلدية، مع الأخذ بالإعتبار معيار النسبية والصوت التفضيلي الذي سيعتمد لأول مرة في لبنان، فإن تيار المستقبل سوف يخسر قرابة ثلث نوابه في الدائرة الثانية في العاصمة على أقل تقدير، والبالغ عددهم 11 نائباً موزعين بين ستة سنّة، وإثنين شيعة ودرزي وأرثوكسي وإنجيلي.

مأزق تيار المستقبل في بيروت لا يقتصر على هذا الجانب فقط، إذ يُعوّل خصومه الكثر في العاصمة على تراجع شعبيته وخدماته، والإستياء الكبير الذي يسود صفوف عائلات بيروت من سياسة التيار الازرق وقياداته حيالهم، الأمر الذي يراه الخصوم فرصة لن تُفوّت لكسر هيمنة تيار المستقبل في العاصمة، وكسر آحاديته السّنية، لأن خسارة تيار المستقبل في العاصمة، واستناداً إلى حجمها، ستجعل المستقبل السياسي للتيار وزعيمه الرئيس سعد الحريري على المحك.

وفي نظرة سريعة على خصوم الحريري في العاصمة، وتحديداً في الوسط السّني، يتبين أن لائحتهم طويلة، فإضافة إلى مخزومي وريفي وتمدد نفوذ الرئيس نجيب ميقاتي إليها، هناك وجوه سياسية ومرشحي عائلات بيروتية كثر، إضافة إلى أحزاب يأتي في مقدمها الجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية والحزب السوري القومي الإجتماعي والمؤتمر الشعبي والتجمع الناصري والمرابطون وغيرهم، فضلاً عن الثنائي الشيعي المتمثل في حزب الله وحركة أمل، والاحزاب المسيحية التي يأتي في مقدمها التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب، من غير إسقاط حزب الطاشناق من الحسبان نظراً لوجود أقلية أرمنية في هذا الدائرة.

كل ذلك يدفع للسؤال: هل يعرف تيار المستقبل فعلياً ماذا ينتظره في هذه الدائرة، وإذا كان محشوراً إلى هذا الحدّ في دائرة تعتبر معقله الرئيسي، فكيف سيكون حاله في بقية الدوائر الإنتخابية الأخرى؟.

Post Author: SafirAlChamal