بين كبارة والضاهر.. في السياسة لا حليف دائم

خاص ـ سفير الشمال

لم يكن يخطر على بال أحد، أن تقع في السياسة بين وزير العمل محمد كبارة والنائب خالد الضاهر، خصوصا أن الرجلين كانا طيلة السنوات الماضية، جنبا الى جنب في كثير من القضايا السياسية وصولا الى التحدث بلغة واحدة حيال الأزمات الأمنية الى واجهتها طرابلس وعكار، أو لجهة رفض سلاح حزب الله وسياسته وهيمنته ومشاركته في الحرب السورية.

تبدلت الظروف السياسية، وخرج خالد الضاهر من كتلة المستقبل النيابية.. والود الشخصي الذي كان قائما مع الرئيس سعد الحريري والدائرة المحيطة به، وترجم بحضور الضاهر الى بيت الوسط لدى إعلان الحريري ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية إنقطع بالكامل مع تشكيل حكومة العهد الأولى التي كان الضاهر يشترط لعودته الى “السرب الأزرق” أن يحظى بلقب صاحب المعالي باسناد حقيبة وزارية إليه، في وقت دخل فيه حليفه محمد كبارة الى الحكومة وزيرا للعمل، وكذلك رفيق دربه معين المرعبي وزيرا لشؤون النازحين.

أمام هذا الواقع، وجد الضاهر نفسه وحيدا، وبدأ يشق طريقه السياسي منفردا، متمردا على المستقبل ومعارضا لما يسميه سياسة الانبطاح التي يتبعها الرئيس الحريري أمام حزب الله، شأنه في ذلك شأن الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي أحرق كل مراكبه الزرقاء، لكن من دون أن يتحالف معه، لأن ريفي يأخذ على الضاهر إنتخابه مرشح قوى 8 آذار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

أمام هذا الواقع بدأ خالد الضاهر يرفع من سقف خطابه السياسي في جولاته العكارية اليومية، محرضا على المستقبل وعلى الرئيس الحريري وعلى حلفاء الأمس، وعلى حزب الله، وذلك إستعدادا لتشكيل لائحة برئاسته لخوض الانتخابات النيابية في عكار في وجه لائحة تيار المستقبل وحلفائه، في ظل هاجس يسيطر عليه كما سائر المرشحين بأن يؤدي تبدل الظروف في لبنان والمنطقة والاصطفافات التي يمكن أن تحصل، ودخول عناصر سياسية جديدة الى عكار، الى إخراجه من الندوة البرلمانية التي تعتبر الملاذ الأخير له.

لذلك قرر خالد الضاهر أن يفتح النار عشوائيا على المستقبل وحزب الله على حد سواء، وقد طالت نيرانه صديقه محمد كبارة الذي شارك مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن ومع السفارة اليابانيه في لقاء يهدف الى دعم قطاع المفروشات الذي تشتهر به طرابلس، ما دفع “أبو العبد” الى الرد على الضاهر داعيا إياه الى عدم التضحية بمصلحة شريحة كبيرة من الطرابلسيين العاملين في صناعة المفروشات تحت عنوان رفض إستقبال وزير الصناعة كونه ينتمي سياسياً إلى حزب الله، لافتا إنتباه الضاهر الى أنه يلتقي دوريا مع نواب حزب الله في المجلس النيابي، وكعادته رد نائب عكار بعنف على كبارة ناسفا بذلك سنوات من التعاون والتحالف معه، ما دفع كبارة بحسب مصادره الى “رفض الرد على الرد، حرصا على عدم الدخول في سجال معه”.

تشير المعطيات الى أنها ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير الصناعة الى طرابلس بل هو زارها قبل نحو ثلاثة أشهر وعقد إجتماعا مع الصناعيين، من دون أن يحرك الضاهر أو أي من الجهات السياسية المعارضة لحزب الله ساكنا، كما من المفترض أن يشارك وزير الصناعه في جلسة الحكومة التي ستعقد برئاسة الرئيس سعد الحريري في طرابلس إضافة الى سائر الوزراء من مختلف التيارات السياسية، كذلك سيزور عكار عندما تعقد الحكومة جلستها فيها للبحث في مشاريعها.

وتذكّر مصادر سياسية أن وزير الشباب والرياضة المنتمي الى حزب الله محمد فنيش زار فنيدق في عكار مؤخرا، وشارك في مهرجان رياضي شعبي حاشد، وألقى كلمة ولاقى حفاوة إستثنائية في الاستقبال من قبل المشاركين الذين وفدوا من مختلف القرى والبلدات، من دون أن يثير ذلك حفيظة نائب عكار خالد ضاهر، فماذا تغير اليوم؟، أم أن الوقت المتبقي للانتخابات النيابية أصبح ضاغطا؟.

Post Author: SafirAlChamal