هل من أذن تسمع؟… عبد الفتاح خطاب

لم يعد مقبولاً أن يُقال عن أسلوب ومستوى السجالات والمماحكات السياسية انه أمر عادي وان السياسة تُمارس هكذا في لبنان، أو أن نُكرر بسخريتنا المعهودة ″هيدا لبنان!″.. ذلك لأن تأثير الشحن والتحريض المتواصلين قد طال مناصري الأطراف جميعها، وأصبح فتيل التفجير على مرمى شعرة من النار أو أقل.

لقد فشلت الأطراف السياسية فشلاً ذريعاً مبيناً، وآن الآوان كي تعتكف جميعها، طواعية وعن إدراك، تاركة المجال للعمل على تهدئة النفوس المهتاجة، ووأد الفتنة، وترميم الإقتصاد المُنهك، وإعادة ثقة المواطنين والآخرين بلبنان، وإحياء المؤسسات الدستورية والتنفيذية، والإنكباب على إعداد وإقرار وتطبيق قانون انتخابات عادل وواعد وعصري بحيث تجري اللعبة البرلمانية على ضوء نتائجه ومفاعيله، وليس القانون المسخ الذي أنجز بشقّ النفس كي يُلبّي ويُناسب الطاقم السياسيّ المًمسك بزمام الأمور!

أيها المتناكفون المتساجلون المتصارعون المتحاورون عبر مكبرات الصوت: لقد تحكمتم بمصيرنا ومصير الوطن بما فيه الكفاية، فاتركوا المجال لإعادة إحياء هذا الكيان قبل أن يضمحل ويذوي، وفي هذا إفادة لكم وللجميع، وإلا فنحن نسألكم أيها المنتفعون: هل تتصرفون على أساس أن ضرع البقرة قد شارف على الجفاف، وحان أوان ذبحها؟

إن الحرب الأهلية التي ″تنذكر وقد تنعاد!″ انطلقت شراراتها من عين الرمانة في حادثة البوسطة الشهيرة، وعلى ضوء ما يجري في هذه الأيام، يُخشى أن تنطلق الشرارة من أي حادث مهما كان صغُر أو كان تافهاً!

هل من أذن تسمع .. هل من يُدرك ويعي .. وهل من يخشى الله في وطنه وأهله؟

Post Author: SafirAlChamal