الصفدي يُشعلها من طرابلس… غسان ريفي

وجه النائب محمد الصفدي رسائل سياسية في أكثر من إتجاه، خلال الاحتفال الجامع الذي أقيم لمناسبة تدشين جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز في ميناء طرابلس الذي نظمته بلدية الميناء بالتعاون مع مؤسسة الصفدي، بحضور شخصيات سياسية ودينية وإجتماعية وحشد غفير من أبناء طرابلس ووفود شعبية جاءت من مختلف المناطق.

إطلالة الصفدي أشعلت المنافسة الانتخابية في طرابلس، حيث أكدت أنه ما يزال حاضرا بقوة في المدينة، وأن ماكينته جاهزة وتحت الطلب وقادرة على حشد الناس، وهذا ما ظهر جليا في الاحتفال الذي كان شعبيا بامتياز، كما جاء الحضور السعودي على مستوى الوزير المفوض وليد البخاري والطاقم الدبلوماسي في السفارة ليؤكد على العلاقة المتينة التي تربط المملكة بالنائب الصفدي الذي كان صاحب الفكرة والاقتراح بأن يكون للملك سلمان بن عبدالعزيز جادة تحمل إسمه في طرابلس كعربون محبة ووفاء من الطرابلسيين لخادم الحرمين الشريفين، إضافة الى حضور السفير الاماراتي في لبنان حمد الشامسي.

وبحسب المراقبين فان الصفدي نجح في تقديم عرض عضلات سياسي، وشعبي من دون وعود أو إستخدام أي وسائل ترغيب، وذلك على عكس ما شهدته القبة قبل أيام خلال مهرجان “تيار المستقبل” فيها، وهو بالتالي أكد جهوزيته لخوض الانتخابات النيابية، بعد سلسلة تكهنات وإجتهادات تحدثت عن إمكانية عدم ترشيح نفسه، وأن تحالفه مع تيار المستقبل في حال أبصر النور سيكون من باب الندّية السياسية الكاملة، خصوصا في ظل حاجة المستقبل الى الصفدي كرافعة إنتخابية الى جانب وزير العمل محمد كبارة بعد التراجع الشعبي الواضح الذي بات يؤرق الرئيس سعد الحريري شخصيا.

وإذا كان المستقبل يعتبر الصفدي حاجة إنتخابية له، فإن الأخير أظهر من خلال الاحتفال بتدشين جادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن ثم حفل العشاء الذي دعا إليه في مطعم الشاطئ الفضي، إنفتاحا على كل القيادات السياسية في المدينة، فكان الى جانبه ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبدالاله ميقاتي، ووزير العمل محمد كبارة، ونواب المستقبل الوزير معين المرعبي، وسمير الجسر وأحمد فتفت وخضر حبيب، والوزير السابق أشرف ريفي، وتيار الوزير فيصل كرامي، وحشد من الشخصيات ما يفتح الباب واسعا أمام الصفدي لأن يكون لديه خياراته السياسية والانتخابية التي يراها مناسبة، أو ربما يقرر أن يخوض الاستحقاق بمفرده.

ولم تخل كلمة الصفدي من رد واضح على كل من ينتقد السياسة السعودية في لبنان، فأكد أنها ساهمت في إنهاء الحرب الأهلية من خلال إتفاق الطائف، وفي إعادة إعمار لبنان بعد كل حرب وحشية كان يشنها العدو الصهيوني، وهي كانت السباقة في مواجهة هذا العدو في كل المحافل، مذكرا بالموقف التاريخي للملك فيصل عندما قرر قطع النفط عن الدول الداعمة لاسرائيل، فضلا عن مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت عام 2002.

الاحتفال إستهل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والسعودي، ثم عبر البخاري عن سعادته بهذه المناسبة غير المسبوقة، مؤكدا أنها تؤكد على الروابط التاريخية بين البلدين، مشددا على أن المملكة دائما على العهد والوعد للبنان وسلامة أمنه ودوام عزه وإستقراره، شاكرا مؤسسة الصفدي على متابعتها الدؤوبة لانجاز هذه المبادرة.

من جهته أشاد الصفدي بـ “خيرات المملكة على العرب عموما ولبنان خصوصا” معتبرًا انها “شكلَت مظلة للعرب عمومًا في مواجهة كل التحديات، وكانت السباقة في مواجهة العدو”، مشددًا على انها “لا زالت تترك بصمات بيضاء في احتضانِ هذا البلد وانتشاله عندَ كلّ أزمَة، فشكلَت الداعم الأساسي معنويًا وماديًا خلال الحرب الأهلية، وفي ربوعها ولد اتفاق الطائف.

وأكّد الصفدي أنّ “أهل طرابلس الفيحاء والميناء، مقيمين ومغتربين عاملين في رِحاب المملكة، يكنّون خالص الودّ للشعب السعودي وقيادَته” لافتا إلى أنّ “إذا كانت لطرابلس ولمينائها أن تُكرّما كبار الأُسرة السعودية، عبرَ بعض المعالم، وهذه الجادة أحدها، فقد بادلَت المملكةُ الطرابلسيين تكريمًا، حين أطلَقَت بلديةُ مدينة جدّة منذُ سنوات إسم شاعرِ الفيحاءِ سابا زريق على واحدٍ من شوارِعها”.

وختم الصفدي مؤكدا “بقاء المملكة قبلة الطرابلسيين مرتين: عند القصد لإتمام المناسك الدينية، وعندما ينشد أبناؤنا خيراتها، عملا ورزقا”.

من جهته، أشار رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين الى “أن السعودية أعطت لبنان الكثير وساهمت في دعم مسيرة الإنماء والإعمار، ووقفت إلى جانب الشعب اللبناني مقدّمة المساعدات والقروض والهبات والدعم ليعود الوطن سليمًا معافى.”

بعد ذلك أزيح الستار عن اللوحة التذكارية لجادة الملك سلمان بن عبدالعزيز.

Post Author: SafirAlChamal