مؤتمر العزم للأساتذة الجامعيين.. يضع خطة لتنمية المجتمعات بالبحث العلمي

azm 2

تابع قطاع العزم للأساتذة الجامعيين، المؤتمر الدولي حول ″البحث العلمي ودوره في التنمية المستدامة للمجتمعات″ الذي نظمه ‏بالتعاون مع جامعة ″العزم″ و ″واحة العلوم والتكنولوجيا في لبنان″، وذلك في فندق ‏‏″كواليتي إن″ بطرابلس.

 وقد شارك في المؤتمر الذي افتتح برعاية وحضور الرئيس نجيب ميقاتي، وامتد لثلاثة أيام، كبير مستشاري الرئيس ‏رجب طيب أردوغان د.ياسين أقطاي، وعدد من ‏رؤساء ومدراء الجامعات، وحشد من الأساتذة الجامعيين والباحثين من دول ‏عربية وإسلامية عدة، وتضمن خمس جلسات ناقشت تحديات البحث العلمي وكيفية ‏الاستفادة منه في تنمية المجتمع. 

بداية تحدث منسق المؤتمر الدكتور علي هرموش فأشار إلى أنه “تم تنظيم هذا الحدث ليكون فضاءً عربيا ودوليا يبتعد في طبيعته عن المؤتمرات واللقاءات التقليدية، حيث يٌعنى بجمع المسؤولين والشخصيات المعنية بالتعليم والبحث والصناعة والزراعة والتخطيط والاقتصاد والجامعات والمؤسسات التدريبية والبحثية والشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية في دول شرق المتوسط  والشرق الأدنى في محفل علمي – اقتصادي، يوفر مناخًا مناسبًا للتقارب والتعاون والتكامل. 

والقى رئيس مجلس أمناء جامعة العزم، رئيس المؤتمر الدكتور عبد الإله ميقاتي كلمة أكد خلالها  أن “المحور الأساس في التنمية المستدامة هو التعليم، وتحديداً، الأبحاث العلمية النافعة القابلة للتطبيق العملي من خلال شركات ناشئة تسهم في رفد الاقتصاد الوطني بمنتج جديد نافع، وفسح المجال بفتح فرص عمل جديدة. وهذا يشكل اليوم عصب النهوض الاقتصادي المستدام في الغرب. وهنا يمكننا القول بأنه مع تراجع فرص العمل الذي تسبب به التطور التكنولوجي في بعض المجالات بسبب أتمتة نظم التحكم، وإدخال الرجل الآلي في بعض الصناعات وما إلى ذلك، فإن النهضة العلمية قد فتحت الآفاق أمام الشركات الناشئة القائمة على الاقتصاد الرقمي والبرمجيات والتطبيقات الرقمية المستحدثة وغيرها. وهذه النهضة العلمية تفتح الباب أيضاً أمام فرص عمل جديدة ينبغي أن يتماشى معها نظامنا التعليمي الجديد”.

وألقى رئيس اتحاد الجامعات العربية  سلطان أبو عرابي كلمة لفت فيها إلى أهمية التعليم في التاريخ العربي والى دور الجامعات العربية منذ فجر التاريخ حتى اليوم، مشيراً إلى أنه منذ بداية التسعينيات بدأت خصخصة الجامعات في الدول العربية.

وأشار بوعرابي إلى أن ما تصرفه الدول العربية على البحث العلمي لا تتجاوز نسبته صفر فاصلة خمسة في المئة  من الدخل القومي، وأن الباحثين في الدول العربي لا يتجاوز الـ 500 باحث في كل الوطن العربي”.

 وشدد عضو البرلمان التركي البروفيسور ياسين أقطاي في كلمته “على أن اكثر الدول المتقدمة في العالم المعاصر هي التي تولي اهتماماً للبحث العلمي”، مشيراً إلى “أن حجم الإنفاق على البحث العلمي في بلادنا لا يزال متواضعاً”، مقارناً في هذا المجال بين الدول العربية ونظيراتها الغربية. ونوه”بالتجربة التركية إبان حزب العدالة والتنمية على صعيد تشجيع البحث العلمي، معلناً عن الاستعداد لمد يد العون للبنان والدول العربية والإسلامية الراغبة بالسير في ركب البحث العلمي.

الجلسة الأولى

في الجلسة الاولى التي ادارها رئيس مجلس امناء جامعة “العزم” الدكتور عبد الاله ‏ميقاتي، حاضر كل من سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، والاباتي ‏بطرس طربيه، إضافة إلى وزير التربية السابق د.حسان دياب، و نائب رئيس ‏جامعة اللويزة الدكتور سهيل مطر.‏

رأى المفتى الشعار في مداخلته ان “العلم يمثل محورا هاما في تحقيق التنمية في اي ‏مجتمع من المجتمعات لأنه بدون العلم لا تنهض الامم وهو العمود الفقري لتطورها، لما يمثل من افكار ونظريات تساعد في حل مشكلات المجتمع”‏.

وشدد على “ضرورة ان تضع الدول النامية خططا من اجل النهوض ‏بالتعليم وتطويره وتشجيع العلم و العلماء حتى تلحق بالركب الحضاري، وان ‏تنفق بسخاء على العملية التعليمية ككل من بناء المدارس والجامعات ومراكز ‏البحث العلمي، لان ذلك سوف يؤدي الى افضل النتائج في تنمية جميع ‏المجالات وزيادة الدخل القومي، ورقي الافراد كما المجتمعات وتطور الشعوب”.‏

 من جهته تناول الأباتي طربيه ثقافة البحث العلمي من المنظور الديني اللاهوتي، و‏رأى ان “السيد المسيح اعطى في رسله ومن يأتي بعدهم، السلطان للربط والحل ‏والكمال للارتقاء بالإنسان الى ما فوق هموم الارض و حاجاته الأرضية”.‏

 وقال: “للجميع الحق بالثقافة والبحث عن الحقيقة، ولا تمانع الكنيسة ابدا في ان لا ‏تتمتع الفنون والعلوم البشرية بمبادئها وبأساليبها الخاصة بميادينها الخصوصية و‏لذلك تقر الكنيسة بهذه الحرية اللازمة وتؤكد السيادة المشروعة للثقافة خاصة ‏العلوم”.‏

وأكد وزير التربية السابق الدكتور حسان دياب ان مؤامرة كبيرة يواجهها التعليم العالي في لبنان و العالم ‏العربي، في حين ان قانون التعليم العالي في لبنان يتجاوز عمره الاربعين سنة.‏ ولفت الى ان “حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وضعت مشروع قانون من اجل جودة ‏التعليم هدفه تطوير هذا القطاع وهو لا يزال في ادراج مجلس النواب، ولم يُصَر‏الى مناقشته واقراره”.‏ وشدد على “اننا في لبنان بحاجة ماسة الى مراسيم وقوانين ترعى التعليم العالي ‏في كل مجالاته، وتحديدا البحث العلمي الذي يرفع مستوى التعليم الى مصاف الدول ‏المتقدمة في ظل التراجع الكبير الحاصل في اوطاننا”.‏ 

وفي ختام الجلسة، لفت د. مطر الى “ان النظام السياسي في لبنان منذ عام 1920 لم ‏يبن دولة الانسان والمواطنة، وكان في معظم الاحيان مع الفرد ضد المجموعة ومع ‏السطحية والمصلحة الشخصية ضد البحث العلمي المتطور”.

 ثم تحدث عضو البرلمان التركي وكبير مستشاري الرئيس ‏رجب طيب أردوغان د. ياسين أقطاي، تحت عنوان: “التجربة التركية في مجال ‏البحث العلمي والتنمية المستدامة، أكد فيها أنه منذ استلام “حزب العدالة والتنمية ” ‏الحكم في تركيا، ارتفع الدخل الفردي في تركيا من 1700 دولار إلى 11000 ‏دولار سنوياً، وذلك يعود لسبب أساسي هو إيلاء الأهمية اللازمة للتعليم، بداية برفع ‏الميزانية المخصصة للبحث العلمي، مروراً برفع سن التعليم الإلزامي حتى المرحلة ‏الثانوية، وصولاً حتى زيادة عدد الجامعات من 77 إلى 185 جامعة حالياً. ‏

وأشار د.أقطاي إلى أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الدخل القومي ارتفعت ‏من 0.5% إلى 1.2% معظمها مقدم من القطاع الخاص. ‏

وكان من نتائج ذلك، حسب د. أقطاي أن ارتفع التصدير من 30 مليار دولار سنوياً ‏إلى ما يقارب 160 مليار دولار حالياً. ‏

وفي ختام كلمته، تسلم د.أقطاي درعاً تكريمياً من رئيس المؤتمر د.عبد الإله ‏ميقاتي. ‏

الجلسة الثانية

ثم انطلقت الجلسة الثانية التي أدارها رئيس اتحاد الجامعات العربية د.سلطان أبو ‏عرابي، حول “المؤسسات العلمية ودورها في تطوير صناعة البحث العلمي”، ‏حيث تحدثت عميد كلية التربية في الجامعة اللبنانية سابقاً، د.زلفى الأيوبي التي عرفت ‏البحث العلمي، لافتة إلى مجموعة طرق لاكتساب المعرفة، وأوصت بضرورة التدريب على البحث منذ الصغر، عبر البدء بتعريف ‏البحث العلمي في أبسط صوره وتنمية مهاراته الأساسية، وصولاً إلى تفعيل التفكير ‏الناقد عند الطالب. ‏‎ ‎

ثم تحدثت د. دولا سركيس  نائب رئيس  الجامعة اليسوعية لشؤون البحث حول ‏‏”مساهمة الجامعات في تطوير البحث العلمي”، مشيرة الى ضرورة التركيز على ‏ثقافة البحث العلمي المستندة الى الابتكار، والانطلاق من معالجة مشكلات المجتمع ‏المحلي، وهذا ما يرفع نوعية التعليم العالي، ويعزز المستوى الاجتماعي الاقتصادي ‏عموماً، والانفتاح على العالم، إضافة إلى تشجيع التطور الاجتماعي.

‏بعدها، كانت مداخلة امين عام المجلس الوطني للبحوث العلميةCNRS ‎‏ البروفسور ‏معين حمزة  ألقاها بالنيابة عنه د.غالب فاعور مدير المركز الوطني للاستشعار ‏عن بعد تحت عنوان “مراكز الأبحاث وصناعة البحث العلمي”، ‏عرف فيها بالمركز ومهامه، مشيراً إلى جملة من الخطط والتشريعات الناظمة ‏لعمله، وشبكة العلاقات الدولية التي نسجها. ‏

وتحت عنوان “دور التعليم العالي في تعزيز التنمية المستدامة”، تحدث رئيس ‏جامعة “العزم” البروفسور فريد شعبان، متطرقاً لمشكلة عدم استدامة التنمية، نتيجة لغياب الاستهلاك الرشيد من قبل الإنسان الحديث لموارد الطبيعة ‏والمواد الأولية. ‏

وعرض شعبان إحصاءات ودراسات مقارنة بين استهلاك بعض الدول للطاقة، ‏وحجم دخلها القومي. ‏ولفت إلى أن مفهوم التنمية المستدامة يمثل نقطة تقاطع الهموم الاقتصادية، ‏الاجتماعية والبيئية، متناولا ‏مجموعة من التحديات التي عرقلت عمل الجامعات في تحقيق ‏التنمية المستدامة، أولها عدم التنسيق والتكامل بينها، إضافة إلى عدم وجود ثقافة ‏الاستدامة لدى الكثير من الجامعات، وغياب الاختصاصات الجامعية ذات الصلة. ‏

وفي ختام الجلسة، قدم رئيس المؤتمر د.عبد الإله ميقاتي دروعاً تقديرية ‏للمحاضرين.‏

الجلسة الثالثة

وعقدت الجلسة الثالثة برئاسة رئيس جامعة الجنان د.بسام بركة، تحت عنوان ‏‏”مساهمة المنظمات العربية والدولية في تطوير وتكامل البحث العلمي”، وتحدث ‏فيها مدير إدارة التكنولوجيا من أجل التنمية في “الإسكوا” حيدر فريحات، الوزير ‏السابق نقولا نحاس، ممثل المنظمة العربية للتربية والعلوم (ِALECSO‏) في لبنان ‏محمد أمين فرشوخ، ومدير الوكالة الجامعية الفرنكوفونية والمركز الرقمي ‏الفرنكوفوني في الشمال طرابلس د.عماد القصعة نيابة عن مدير الوكالة الجامعية ‏للفرنكوفونية ‏‎(AUF)‎في الشرق الأوسط د.هيرفي سابوران.‏

 البداية، مع مداخلة د.فريحات، الذي عرض لدور “الإسكوا” بمختلف مؤسساتها في ‏دعم وتطوير البحث العلمي، خاصة على مستوى الأبحاث الاستشرافية، آسفاً لكون ‏الآليات المتبعة في الجامعات على مستوى البحث العلمي، بطيئة في الاستجابة ‏للتغيرات التكنولوجية.‏وأشار إلى دور “الإسكوا” في تقديم الاستشارات للمسؤولين في مختلف ‏الميادين مجاناً، وإيصال صوت المنطقة إلى المحافل الدولية ووضع المشاريع ‏المقترحة لحلها.  ‏

‏ ‏ ‏ثم كانت مداخلة لوزير الاقتصاد السابق نقولا نحاس تحت عنوان “ثقافة البحث ‏العلمي من المنظور الاقتصادي”، عرض فيها للواقع العربي على صعيد البحث ‏العلمي مشيراً إلى أهمية الابتكار كطريق إلى النمو الاقتصادي، إلى حد ما يسمى ‏‏”الابتكار القاتل” الذي لا يترك مجالاً للحاق به.‏

وشدد نحاس على أهمية الابتكار في تحقيق النمو الاقتصادي، بتحفيز المهارات ‏لدى المجتمع، خاصة في ظل صعوبة التنافسية لدى البلدان الصغيرة، ومنها لبنان، ‏مع الاقتصاديات الكبرى.‏

وأشار نحاس إلى طريقتين لتحقيق النمو: إما بتوظيف المزيد من رأس المال ‏والعمالة، وهذا يحقق نسبة ضئيلة من النمو، وإما من التطور العلمي الذي يمكنه ‏تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال.‏ 

وتحت عنوان “دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (‏ALECSO‏) في دعم ‏البحث العلمي”، عرض ممثل المنظمة في لبنان، د.محمد أمين فرشوخ، دور ‏المنظمة في ترسيخ ثقافة البحث العلمي، مشيراً إلى أهدافها واستراتيجيتها ورؤيتها ‏على هذا الصعيد، والتي تتمثل في “الوصول بالبحث العلمي في الوطن العربي قبل ‏عام 2030 إلى المستوى الذي تساهم فيه مساهمة واضحة في عملية التنمية ‏الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في سبيل مجتمع مبني على المعرفة”. كما ‏عدد د.فرشوخ المحاور التي تعمل عليها المنظمة لتحقيق هذه الرؤية، والأنشطة ‏التي تترجم هذه المحاور.‏

بعدها، تحدث د.القصعة متناولاً أنشطة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، لا سيما في ‏لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مناشداً الدولة إيلاء المزيد من الاهتمام بالبحث ‏العلمي في الجامعة اللبنانية.، عارضا لجهود الوكالة على مستوى تقديم المنح للأبحاث الجامعية، ودعم ‏الأساتذة المشرفين عليها وبناء قدراتهم، إضافة إلى التوعية حول أخلاقيات البحث، معدداً جملة من الشراكات والاتفاقات التي تسعى الوكالة إلى نسجها ‏بين الجامعات وسوق العمل،  ومجموعة من الأولويات التي توليها الوكالة ‏على المستوى البحثي، مفصلاً الخطوات التي تقدمها لمساعدة طلاب الدكتوراه في ‏مختلف مراحل البحث.‏ 

الجلسة الرابعة

وعقدت الجلسة الرابعة تحت عنوان “تجارب ناجحة عن دور البحث العلمي في ‏التنمية الاقتصادية”، ترأسها د.خاطر أبي حبيب، رئيس مجلس ادارة شركة ‏كفالات وحاضر فيها كل من: مستشار وزير الصناعة ومدير عام مجموعة “صقّال” ‏المهندس ماهر صقال، الخبير الدولي في الزراعة د.محمد رشيد الأيوبي، والمدير ‏التنفيذي لأنظمة الدفع في مصرف لبنان د.مكرم بو نصار.‏

 وبعد فيديو عرض طريقة عمل شركة “صقال للطاقة”، تحدث المهندس صقال عن ‏مسيرة الريادة للشركة منذ تأسيسها عام 1944، وانطلاقها بأول منتج صناعي عام ‏‏1949، وهو المحوّل الكهربائي بالفولتية المنخفضة. وعدد صقال مجموعة من ‏الابتكارات التي كانت فيها الشركة رائدة على المستوى العربي، 

‏بدوره، تناول د.الأيوبي مسألة “المزروعات المعدلة وراثياً”، التي تعمل عليها ‏شركة “مونسانتو”، مركزاً على معايير السلامة، والخطوات الوقائية في بحوث ‏الجينات المعدلة وراثياً.‏

 وقدم د.الأيوبي جملة من الإحصاءات حول أهمية المزروعات المعدلة وراثياً، ‏والمساحات الخضراء المستعملة فيها، إضافة إلى المردود المحقق والمتوقع تحقيقه ‏منها، بحسب البلدان والقارات.‏

وتحت عنوان “تجربة ناجحة في القطاع المصرفي”، تحدث د. بونصار مشيراً إلى ‏دور مصرف لبنان في تحقيق التنمية الاقتصادية، وجهود الحاكم رياض سلامة ‏في هذا الإطار، عارضاً سلسلة من التعاميم التي صدرت عن المصرف لدعم ‏القطاعات الإنتاجية واقتصاد المعرفة، من خلال دعم الفوائد والقروض الميسرة ‏لهذه القطاعات.‏

وعدد د.بونصار الخطوات التي شجع بها مصرف لبنان النمو الاقتصادي، من ‏خلال تحقيق الاستقرار النقدي، ومنع حصول التضخم. وقد عزز المصرف هذه ‏السياسة من خلال تعزيز موجوداته بالعملات الأجنبية واحتياطي الذهب.‏

ولفت د.بونصار إلى جملة من التدابير الاحترازية التي اتخذها المصرف، وعملت ‏على تحييد القطاع المصرفي اللبناني عن الأزمات المالية الإقليمية والعالمية.‏

و أشار د.بونصار إلى أن مصرف لبنان منع إفلاس أي مصرف، ‏وبدأ عملية إصلاح على مدى السنين السابقة من خلال دعم الدمج بين المصارف، ‏وكانت نتيجته خروج أكثر من 33 مصرف من السوق بدون خسارة للمودعين أو ‏للمصارف.‏

الجلسة الخامسة

وقبل الجلسة الخامسة، تحدث عضو البرلمان الإندونيسي د. ذو الكفل منشأ تحت ‏عنوان “التجربة الاندونيسية في مجال البحث العلمي والتنمية المستدامة”، موضحاً ‏ان النجاح في مجال الصناعة في إندونيسيا اعتمد بشكل كبير على استراتيجية ‏استيراد التقنيات من اوروبا واميركا والاطلاع على كيفية تصنيعها ومن ثم ‏تطويرها.‏ 

ثم بدأت الجلسة الأخيرة التي ترأسها رئيس الجمعية العمومية اللبنانية لتقدّم العلوم ‏LAAS ‎ البروفسور نعيم عويني، وحاضرت فيها مديرة مركز البحث والابتكار في الجامعة ‏الاميركية في بيروت الدكتورة فاديا حميدان، و منسق برنامج إنجازات البحوث ‏الصناعية ” ليرا” الشيخ سعيد حمادة والمدير التنفيذي لواحة العلوم والتكنولوجيا ‏في لبنان المهندس هاني مولوي.‏

 كانت مداخلة د.حميدان تحت عنوان “اهمية تعزيز ثقافة ريادة الاعمال في المؤسسات ‏التعليمية شددت فيها على ضرورة ان لا يبقى البحث العلمي في ادراج الجامعات، مشددة على ضرورة ‏ نقله الى الصناعة والتسويق، مركزة على ضرورة أن تتلاءم مادة البحث ‏العلمي مع سوق العمل حتى تصبح منتجا يمكن تسويقه محلياً ودولياً.  

ثم تحدث حمادة تحت عنوان “ربط الجامعات ومراكز البحث العلمي والقطاع ‏الصناعي”، داعياً الى ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاع الصناعي والجامعات ‏ومراكز البحوث لتحفيز الابحاث العلمية والتكنولوجيا الهادفة الى رفد الصناعة ‏بابتكارات تعزز التنافسية والطاقة الإنتاجية.‏

بدوره، تناول المهندس مولوي أهمية نقل المعرفة والتكنولوجيا من الجامعات الى سوق ‏العمل مؤكدا على ضرورة تحديد الجهة ذات المصلحة في عملية نقل هذه ‏التكنولوجيا شارحاً تعريف  نقل التكنولوجيا وأهميتها لكل من اصحاب المصلحة ‏الرئيسيين وهم الباحثون وسوق العمل والمجتمع، كما عرض بعض الطرق المعتمدة ‏لنقل التكنولوجيا الى سوق العمل وهي الترخيص ‏licensing‏ حيث يعطي  ‏الباحثون وأصحاب الاختراع التكنولوجي ترخيصا لاحد الصناعيين او ‏المستثمرين مما يتيح لهم حق استعمال التكنولوجيا الجديدة مقابل مردود مادي يتم ‏الاتفاق عليه بين الشركاء متبعين سياسة الملكية الفكرية للجامعة او المركز حيث ‏اجري البحث‎. ‎‏

وأكد مولوي على أهمية ان يكون الابتكار هو ركيزة اساسية في البحث و‏التطوير، شرط ان يلقى المنتج استمرارية تجارية وان تكون الجامعة شريكة في ‏الأرباح، ويكون هذا الامر حافزا لخدمة المجتمع.

وختم مشددا على ضرورة دعم البحث العلمي الذي يعتمد على العلوم ‏والتكنولوجيا، و يراعي تسهيل عملية نقله الى سوق العمل ليساهم في نهضة ‏الاقتصاد الوطني.‏

آخر المداخلات كانت لمدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية- الفرع الثالث ‏د. عبدالحكيم الغزاوي بعنوان “واقع لبنان الشمالي وآفاق تنميته”، وتناول فيها ‏الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في مدينة طرابلس، داعياً لوضع خطة ‏يطبق فيها مبدأ الانماء المتوازن.‏

و في الختام عقدت طاولة مستديرة لمناقشة توصيات المؤتمر التي سيعلن عنها في ‏مؤتمر صحافي يحدد لاحقاً.‏

Post Author: SafirAlChamal