من يدفع بلبنان الى المجهول من بوابة النازحين السوريين؟… عمر إبراهيم

ما هي حقيقة تضخيم المخاوف من وجود النازحين السوريين في لبنان؟، ولماذا في هذا الوقت رغم مرور اكثر من ستة أعوام على وجودهم؟، وأين كانت تلك المخاوف عندما كانت الحدود مشرّعة، وكان للسوريين النازحين أذرعا عسكرية في الجرود واُخرى مساندة لهم سياسيا وعسكريا في الداخل اللبناني؟، وهل لهذه المخاوف علاقة بالجرائم التي يرتكبها نازحون أم أنها تندرج في إطار الصراع السياسي الداخلي والاقليمي؟. 

لا يختلف إثنان في لبنان على الانعكاسات السلبية للوجود السوري على مجمل أوجه الحياة من جراء وجود  أكثر من مليون ونصف المليون نازح، قسم كبير منهم يعيش في مخيمات عشوائية تفتقد للحد الأدنى من الشروط الانسانية، ووسط تقليص المساعدات وتحولهم الى منافس للفقير اللبناني. 

لكن ايضا لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تقوم به أجهزة الدولة ومؤسساتها على خط تنظيم وجودهم وعملهم وتوقيف المخالفين منهم لأصول الإقامة القانونية، وهو ما لم يكن موجودا سابقا، ورغم ذلك لم نشهد حملات شبيهة لتلك التي تنظم اليوم ويقف خلفها احزاب وتيارات سياسية، وتصل ردات فعلها على الارض الى حد يلامس العنصرية او الطائفية، بسبب الضخ الإعلامي والتحريض الذي يتجاوز في بعض الأحيان حدود التعبير او الاعتراض على حالة معينة او ظاهرة سلبية قام بها سوريون.

كثيرة هي الحوادث الامنية التي ارتكبها نازحون سوريون، منذ دخولهم الى لبنان، لكن الرد مؤخرا بات اكثر تنظيما وتركيزا، تزامنا مع ضغط سياسي من قبل فريق يسعى الى معالجة وضعهم  عبر فرض تنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية وهو ما يعارضه الفريق الاخر، ما يحول الصراع الى معارك على الارض من المتوقع وبحسب مصادر دبلوماسية ان يحتدم وربما يؤدي الى وصول الامور الى مراحل لا يحمد عقباها. 

لا يمر وقت طويل حتى تصدر بلدية ما او جمعية  دعوات الى طرد نازحين من قرية او محاصرتهم او منع تجوالهم، والغالبية من هؤلاء  تتناغم مع توجه التيار الوطني الحر، الذي يسعى للضغط على خصومه المسيحيين لتحقيق مكاسب في شارعه او إجبارهم على مواقف مماثلة وهو ما نأت بنفسها عنه معظم القوى المسيحية ومنها تيار المردة الذي كان تجاوز قطوعا قبل اسبوعين في شارعه الذي شهد تحركات شعبية رافضة للوجود السوري. 

وبحسب المعلومات فان المخاوف الامنية من وجود النازحين جاءت متأخرة، لان وضعهم على الارض بات تحت السيطرة وهم مراقبون من قبل أجهزة أمنية تعمل على تنظيم وجودهم.

وتضيف المعلومات: ″ان إمكانية قيام نازحين بارتكاب جرائم أمر يبقى واردا وهو يحصل ايضا من قبل لبنانيين وغيرهم من جنسيات مختلفة″. 

وتابعت: إن التركيز على النازحين ومحاولة الضغط في هذا الاتجاه لا يخلو من المخاطر في حال جرى استثمار هذه القضية بغير مكانها، وهو ما حذرت منه صحيفة ″واشنطن بوست″ حيث تحدثت عن ″مخاوف من ان يؤدّي الوجود السوري في لبنان الى صراع أهلي في بلد يعدّ رهينة دائمة للخلافات الطائفية. ولا احد ينسى التدفق الآخر للاجئين، وهم الفلسطينيون الذين ساعد وجودهم على تغذية الحرب الأهلية التي امتدّت 15 عاماً بين المسلمين والمسيحيين منذ 30 عاماً″.

ما اشارت اليه الصحيفة يتطابق مع تحذيرات اخرى، فهل يتم اعادة الملف السوري الى مساره الطبيعي أم تتواصل عملية استغلاله والدفع بلبنان نحو المجهول؟.

Post Author: SafirAlChamal