الرئيس بري.. بين إستنباط الحلول وإمتصاص الصدمات… مرسال الترس

بعد عشرة أيام يُكمل الرئيس نبيه بري خمساً وعشرين سنة في رئاسة مجلس النواب اللبناني حيث يُجمع المراقبون والمتابعون على أنه أتقن خلال هذه الحقبة إستنباط الحلول خلال الازمات حتى بات يُقال عنه أنه بارع في استخراج الحمائم من كّم قميصه كما يفعل الساحر في ألعاب الخفة، حيث لا أحد يتوقع من أين ستخرج ″الحمامة″ وكيف ومتى!

ففي حين يعتقد كثيرون من السياسيين أن الازمات تتفاقم والحلول بعيدة المنال، يخرج الرئيس بري بفكرة حوار أو بدعوة مُبكرة للانتخابات من دون إغفال براعته في توجيه الرسائل السياسية إن بطريقة مباشرة أو بالواسطة.

وفي آخر مآثره في التناغم السياسي سارع نهاية الاسبوع الفائت للمشاركة في اجتماع ثلاثي في كليمنصو يضمه الى رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بالرغم من انه حذر جداً في تنقلاته في السنوات الأخيرة، وقد رسم المتابعون أكثر من علامة استفهام حول طبيعة اللقاء ومجرياته:

وفي حين أعتقد البعض أن الموضوع انتخابي بحت، أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس بري إشتم من ثنائية جنبلاط الحريري توجهاً نحو التصعيد، فآثر التدخل المباشر لامتصاص الصدمات قبل استفحال الامور وخروجها عن السيطرة، خدمة لهذا الداخل أو ذاك الخارج، لاسيما بعد التوتر غير المسبوق في لغة الكلام بين أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والمملكة العربية السعودية، والردود المفتوحة السقف من قبل الوزير ثامر السبهان، في وقت ينتظر فيه كل من الحريري وجنبلاط دعوته لزيارة الرياض كما حصل مع رئيس حزب حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

في هذه الاثناء لم يغب عن بال بري أن مفاعيل اللقاء الذي ضم وزير خارجية لبنان جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلم في نيويورك لم يبرد دمها بعد، وكلٌ من سيديّ بيت الوسط والمختارة يتحين الفرص لرفع وتيرة الهجوم، خصوصاً بعد الحديث المرتفع عن نية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تكليف وفد رسمي للتواصل المباشر مع الحكومة السورية، للتوغل في إيجاد مخارج منطقية وسريعة لأزمة النازحين السوريين وسبل إعادتهم الى بلادهم، بالرغم من أن علاقة بري بالعهد ليست سمناً على عسل، ولكن حراجة وضع الحريري بالنسبة للسعودية، وإتهامه من قبل القيادات السنية بالتفريط بحقوق الطائفة قد تدفعه الى الاسوأ. في وقت لا يوفر جنبلاط جهداً لتوجيه قذائف مباشرة للنظام في سوريا وللعهد العوني في لبنان الأمر الذي يؤشر الى حالات قد تخرج عن السيطرة.

 واذا كان البيان الرسمي عن اللقاء قد شدد على ضرورة بذل كل الجهود لحفظ الاستقرار وتحصين الساحة الوطنية إزاء كل الأخطار المحدقة بالوطن، فان هبوط بري الاضطراري في كليمنصو قد سحب فتائل التفجير مع قناعته بان التمريك على العهد وأدائه يُمكن تأجيله الى أوقاتٍ أقل توتراً وفي ظروف اكثر ملائمة.

Post Author: SafirAlChamal