الطرابلسيون يصارعون الطرقات.. بحثاً عن مسلك… روعة الرفاعي

7afriyet2

يخطئ من يظن بأن لطرابلس في المدى المنظور أي امكانية للنهوض، أو ايجاد الحلول الجذرية ″لشفائها″ مما تتخبط به من ″كوارث″ وليس ″مشاريع انمائية″ كما يسمونها، وكما يشير البعض لحظة طرح السؤال عليهم لمعرفة المهلة الزمنية المحددة لانتهاء أعمال الحفريات القائمة في غالبية شوارعها.

ولعل أعمال منطقة البولفار والتي بدأت منذ أوائل العام 2016 وما زالت فصولها تتفاعل، خير دليل على أن طرابلس كانت وستبقى حقلاً للتجارب ليس الا، وما على المواطن سوى الصبر والتحمل على نية ″الفرج″.

الحقيقة بأن الموضوع قد يبدو طبيعياً ومألوفاً لو أن المواطن يلمس اهتماماً من قبل الشركات المتعهدة والتي تقطع الوعود ″الكاذبة″ لحظة البدء بالحفريات، حيث تخبر التجار المتواجدين في محيطها بأن الأعمال ستنتهي خلال 50 يوماً على سبيل المثال، فتبدأ الأعمال ويقفل التاجر أبواب محلاته في وجه الزبائن الذين لا يأتون أصلاً بسبب صعوبة الوصول، وهذه المحلات تمتد على طول البولفار بدءاً من منطقة البحصاص وصولاً حتى سراي طرابلس، وبالطبع فان هذه المنطقة تضم العديد من المحلات والمؤسسات التجارية والتي يرفع أصحابها الصوت عالياً، لكن أحداً من المعنيين لا يهتم سواء مجلس الانماء والاعمار المولج بتنفيذ المشروع، أو شركة جهاد العرب المتعهدة للأعمال، أو على أقل تقدير بلدية طرابلس المعنية أولاً وأخيراً بالمراقبة، كما أن أحداً لا يظهر أي اهتمام بتوضيح الصورة وتقديم الشروحات الوافية عن الموعد المحدد لانتهاء الأعمال بالكامل، مما يوقع المواطن في حيرة من أمره، وهل عليه تقبل الفكرة مهما عظم شأنها؟، أم ان المطلوب منه احداث ثورة حقيقية في وجه الاهمال الحاصل والذي يولد يومياً المزيد من أزمات السير المتفاقمة والتي يقابلها غياب كلي لعناصر الشرطة البلدية أو القوى الأمنية.

إزاء هذا الواقع المرير، لا يمكن لوسائل الاعلام مجتمعة إظهار الحقائق كاملة، طالما أن المهندس المشرف على العمل لا يعطي الآذان الصاغية لرنات “الهاتف”، وفي حال تم التوجه للعمال فانهم يرفضون الادلاء بأي رأي أو تصريح، ما يوحي وكأن مخططاً جهنميا يحاك لمدينة متروكة لمصير مجهول.

التجار في منطقة البولفار يؤكدون أن الخسائر المادية فادحة، وفي المقابل هم يطلبون التعويض من الجهات المعنية التي دائماً تخلف بالوعود التي تطلقها، فمثلاً الطريق الممتدة من أمام محطة مكية وصولاً حتى مطعم KFC  تم فتحها لأكثر من مرة واذا ما سأل التجار عن السبب أتت الاجابة بأن طرابلس ″أمام مشروع مهم يهدف الى فصل شبكات مياه الأمطار عن شبكات المجارير لتصب في النهاية ضمن محطة التكرير″، وطبعا فان الطرابلسيين ليسوا ضد أي مشروع، لكنهم يحتجون على العشوائية التي تسير وفقها الأعمال ذلك أن التباطؤ سيد الموقف، فضلاً عن الدوام الذي كان من المفترض أن يمتد طيلة ساعات النهار، والملفت أنه وبمجرد هطول الأمطار تتوقف كل الأعمال ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ″شكل المرحلة المقبلة وما ينتظر المدينة وأهلها من مفاجآت على أبواب فصل الشتاء″.

ولأن أزمة الحفريات تطال كل شوارع المدينة فان منطقة أبي سمراء تتخبط بالكثير من الحفريات المتروكة منذ فترات طويلة وسط الطريق من دون حسيب أو رقيب، لاسيما الشوارع المحيطة بمنطقة مرج الزهور، ومؤخراً تم فتح حفرة كبيرة أمام ″معجنات المهدي″ منذ حوالي 15 يوماً وتم قطع الطريق الى أجل غير مسمى.

ويقول صاحب المطعم مهدي العمري: منذ 15 يوماً تم قطع الطريق وشرع العمال بالحفر، ولأنه ما من خرائط بين أيديهم ″كما يشير بعض العمال″ فان قسطلاً لمياه الشرب انكسر وانقطعت المياه عن المنازل لتغسل الطرقات برمتها، طبعاً لا يحق لنا الاعتراض، حيث اننا حتى الساعة لم نحظ بزبائننا الذين اعتادوا المجيء بسبب انقطاع الطريق مما يخلف الكثير من الخسائر، وكلما طالبنا باقفال الحفرة أتت الوعود بقرب انتهاء الأعمال، وفي الحقيقة الوضع لم يعد يطاق ولكن ما ″باليد حيلة″.

هذا الواقع المزري، يطرح سلسلة تساؤلات، لجهة: هل من موعد محدد لانتهاء أعمال الحفريات؟، وهل من آذان صاغية لشكاوى المواطنين؟، وهل من يعوض الخسائر على التجار؟، وهل هناك من بلدية ترعى شؤون المدينة؟، وهل من قوى أمنية تسعى الى تنظيم السير بهدف التخفيف من وطأة الأزمة؟، هل سيكون هناك من يجيب على علامات الاستفهام؟، أم أن الجميع يغط في سبات عميق؟.

Post Author: SafirAlChamal