من يُنصف المحاسبين الناجحين في مؤسسة مياه لبنان الشمالي؟

ما يزال المحاسبون الناجحون ينتظرون قرارا سياسيا بتوظيفهم في الفئة الرابعة من ملاك مؤسسة مياه لبنان الشمالي، بعد رفض وزير الطاقة سيزار أبي خليل فتح إعتماد مالي لهم، لعدم مراعاة التوازن الطائفي (بحسب رأيه)، علما أن الفقرة “ب” من المادة “95” (من الباب السادس أحكام نهائية ومؤقتة) في الدستور اللبناني تحدد اعتماد الكفاءة في جميع الوظائف العامة، وتحدد المناصفة في وظائف الفئة الأولى فقط، لكن هذه الفقرة لا تطبق في ظل المحاصصة التي يشارك فيها أركان السلطة لا سيما تياريّ المستقبل والوطني الحر.

يبلغ عدد الناجحين في الإمتحان 33 شخصا، تمّ إختيار أول 12 منهم (أي 10 سنة، واحد علوي وواحد روم أرثوذكس). وهذه النتائج صدرت في كانون الاول من العام 2016.

يقول بعض المتابعين: إن طلب فتح الاعتماد اللازم للموظفين الجدد (المطلوبين 12) في مؤسسة مياه لبنان الشمالي أرسل وتسلمه وزير الطاقة بتاريخ 7 آذار 2017 وأعطي الرقم 313. لكن الوزير طلب سلسلة توضيحات من مؤسسة المياه، ثم أبقى على الطلب لديه من دون أي رد رسمي حتى اليوم.

منذ صدور النتائج تواصل الناجحون مع المسؤولين في المؤسسة، للاطلاع منهم على سير الأمور، الى أن تبلغوا في أيار المنصرم أن وزير الطاقة لم يوقع على طلب فتح الاعتمادات لعدم وجود توازن طائفي بين الناجحين، وبالتالي فان الناجحين لن يتمكنوا من الالتحاق بوظائفهم.

إثر ذلك، قام الناجحون بالتواصل مع بعض السياسيين بهدف الضغط على وزير الطاقة للتوقيع والافراج عن الملف، كما شكا الناجحون مظلوميتهم الى الى النائب سمير الجسر، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وقيادات من تيار المستقبل في طرابلس والشمال، ومساعد وزير العمل خالد نخلة، ومستشار وزير الطاقة طوني ماروني، لكن الوضع بقي على ما هو عليه وبقي الناجحون ينتظرون إنصافهم.

تشير المعلومات الى أن كل ملفات التوظيف تقع ضمن خانة الأخذ والرد بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وتحديدا بين جبران باسيل ونادر الحريري، وأنَّ عددًا من الملفات يتم التحضير لمقايضتها بين الفريقين (كالتجديد لشركة بوتك في جباية الكهرباء)، كما اكد مصدر في التيار الوطني الحر العمل على إدخال مياومين تابعين للتيار الى شركة كهرباء لبنان مقابل الموافقة على هذا الملف وبعض الملفات الأخرى، في حين يؤكد مصدر مستقبلي وجود صفقة بين الفريقين ستشمل هذا الملف، في وقت يتهرب فيه الطرفان من الوعود التي أطلقوها للناجحين الذين يبدو أن ملفهم عاد الى نقطة الصفر، وبدل أن يصار الى توظيفهم، بما يمكنهم الاستفادة من سلسلة الرتب والرواتب، خسروا ثلاث درجات قبل أن يبدأوا عملهم.

Post Author: SafirAlChamal