عشّمتني بالحَلَق !… عبد الفتاح خطاب

المثل المصرى الشهير يقول: ″عشّمتني بالحَلِق .. خَرّمت أنا وداني″… وهكذا تعزف حكومة ″إعادة الثقة″ على قيثارة الأحلام، فتارة تروّج لطرابلس عاصمة إقتصادية، وتارة أخرى تروّج لطرابلس مِنصّة لإعمار سوريا، وغيرها من الوعود البرّاقة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

لقد نسي أصحاب الوعود أن تحقيق الإنجازات لا يتم بقرار أو رغبة أو تمنيّات.. ولم يسألوا أنفسهم، كما لم يُصارحوا الناس، إذا كان يُمكن لطرابلس واقعاً أن تُصبح عاصمة إقتصادية، أو كيف سيسعون حقاً (وبسرعة فائقة، وإجراءات استثنائيّة) إلى تأهيلها وإعدادها كي تُصبح تلك العاصمة الموعودة! 

وكذلك لم يسألوا أنفسهم، كما لم يُصارحوا الناس، كيف للمٌنتصرين بعد الحرب أن يُكافئوا من ناوءهم، وأن يعتمدوهم مِنصّة لإعمار سوريا!!

على الحكومة أن تتوقف عن التسويف وإطلاق الوعود الكمّونيّة يُمنة ويساراً، وان تتخذ قرارات تُخرج بها فوراً الى حيّز التنفيذ، المشاريع التي أقرّت فعلاً، أو أشبعت درساً وتمحيصاً وتخطيطاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تأهيل وتشغيل مطار القليعات، وتأهيل وتفعيل سكة الحديد، وتفعيل مرفأ طرابلس، وتأهيل وتفعيل معرض رشيد كرامي الدولي، وإنجاز الأوتوستراد الدائري، وتأهيل وتشغيل مصفاة طرابلس، واستكمال إنشاء سوق الخضار، وتفعيل المستشفى الحكومي، وتحريك مشروع محطة التسفير، وإعمار المناطق المتضررة في التبانة وجبل محسن، وإعادة تأهيل مشروع الإرث الثقافي، وأيضاً استكمال المشاريع التي بدأ تنفيذها ثم توقفت بسبب عدم تأمين التمويل اللازم.

وفي هذا المنحى حبذا لو يفي الرئيس سعد الحريري بوعده عبر ″برنامج كلام الناس″ بمنح طرابلس عشرين مليون دولاراً، وأن يُطلق سراح المئة مليون دولار التي أقرّتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لطرابلس، وأن يفكّ أسر ملف شركة نور الفيحاء من غياهب وزارة الطاقة.

أهل طرابلس يؤمنون بالحديث: ″لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتيّن″.

Post Author: SafirAlChamal