زغرتا: تعبئة عامة ضد النازحين السوريين!… حسناء سعادة

لا تزال تداعيات جريمة قتل ابنة مزيارة الشابة ريا الشدياق على يد الناطور السوري في منزلها الوالدي تتفاعل في قضاء زغرتا الذي هزته الجريمة ببشاعتها وإنعدام انسانية مرتكبها، لاسيما أن أهل البيت ائتمنوه على منزلهم بما وبمن فيه، فكانت النتيجة إغتصاب وقتل فلذة كبدهم.

إنعكست هذه الجريمة سلبا على كل السوريين في القضاء، حيث باتوا غير مرغوب بوجودهم في العديد من البلدات التي اصدرت بيانات تطالب بترحيلهم واعادتهم الى بلدهم.

وفي الاطار نفسه نظمت مجموعة من الناشطين الاجتماعيين تظاهرة سلمية أمام ثانوية زغرتا الرسمية عند مدخل حي السيدة الاثري حيث تضيق المنازل بالسوريين النازخين طالبوا فيها  ″بترحيلهم لئلا تتكرر جريمة ريا الشدياق″ وتخللها كلمات نددت بهذا الوجود الذي بات غير مرغوب فيه، ولفتت الى ان الخوف هو من ان تتكرر جريمة مزيارة النكراء في اي بلدة من بلدات قضاء زغرتا او بشكل عام في لبنان.

شارك في التظاهرة عدد من اهالي بلدة مزيارة الذين حملوا يافطات طالبوا فيها باعدام القاتل في ساحة بلدتهم ليكون عبرة وكي لا تتكرر هكذا جريمة، وكانت كلمة لخطيب ريا، كريم ابي شموني باسم العائلة قال فيها: ″مزيارة طهرت ارضها من النازحين السوريين، الذين تركوها وجاؤوا إليكم، نحن نطالب بإعدام المجرم في ساحة مزيارة، لقد أصبحنا لاجئين في ارضنا″.

وتلاه ميسم دعبول بكلمة باسم شبيبة مزيارة لإطلاق ″شعلة ريا الشدياق للاصلاح المحلي والاجتماعي″، وقال: ″نحن كنا غافلين ونائمين، وريا هي التي أيقظتنا، انظروا كيف أصبحت عائلاتنا فقيرة، وضيعنا خربانة، نطالب بتطبيق القانون لأنه وحده يحمينا″.

وتحدثت روز دويهي الشدراوي باسم سكان حي السيدة والتي رفضت في كلمتها “سكن السوريين في احيائنا”، وقالت:″ أصبحنا خائفين من ان يطاولنا ما طاول ريا الشدياق في مزيارة″.

وقال غالب دويهي باسم هيئات المجتمع الأهلي في زغرتا: ″مشكلتنا مع الدفق البشري منهم، والذي يقابله هجرة لأبنائنا ولأولادنا، ونحن تعبنا كثيرا حتى يتعلموا، وربيناهم أفضل تربية لئلا يهاجروا″. 

رفع المعتصمون لافتات كتب فيها ″العدالة لريا الشدياق″، ″ لن يكون الزغرتاوي نازحا في زغرتا″ ″ نعم لترحيل السوريين″.

بالمقابل، عقدت سلسلة اجتماعات أمنية في سراي زغرتا لتدارس الموضوع ومعالجة مشكلة اكتظاظ الاحياء السكنية بالنازحين السوريين عبر سلسلة اجراءات تنظيمية لهذا النزوح وعبر تكثيف الدوريات الامنية لايقاف من ليس لديه اوراقا ثبوتية.

في حين أصدر رئيس بلدية عرجس النموذجية رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني مخايل خير بيانا، حول التدابير المتخذة بشأن تنظيم الوجود السوري في بلدة عرجس. وأشار البيان الى أن ″بلدية عرجس تعمل على تنظيم إقامة الأجانب ولا سيما السوريين منهم وفقا للأنظمة والقوانين المرعية، تأمينا للمصلحة العامة وحفاظا على الراحة والاستقرار العام، وهي لذلك اتخذت سلسلة من التدابير المستندة الى الأصول والأحكام النافذة بما يساهم في ضبط الأمور ومعالجة المخالفات عند وجودها″. 

وأوضح أن من بين هذه التدابير:  ″الطلب الى أصحاب معاصر الزيتون والاملاك الزراعية حصر إقامة الورش التي تعمل لديهم، بعيدا عن المساكن في البلدة، ووجوب توقيع عقد ايجار منظم لدى الكاتب بالعدل بين المالك والمستأجر وتقديمه الى البلدية لتسجيله وفق الأصول، ومنع تأجير المخازن بهدف استعمالها للسكن، منع سكن أكثر من عائلة واحدة في المسكن، منع سكن أكثر من شخصين في الغرفة الواحدة، وجوب توفر الشروط الصحية في المأجور من مياه وصرف صحي وغيرها، بالإضافة الى المحافظة الدائمة على النظافة العامة.

ومن هذه التدابير أيضا، منع إقامة أي احتفال أو أي تجمع لأي مناسبة قبل الحصول على موافقة البلدية أو السلطات المختصة، وعدم التجول بالدراجات النارية غير المرخصة ضمن نطاق البلدة، وعدم إقامة الخيم دون أي ترخيص قانوني من المراجع المختصة ضمن نطاق البلدة، كما على المقيم من الجنسية السورية أو غيرها ان يكون مستوفياً لشروط الإقامة والعمل وان يكون كفيله من أبناء البلدة دون سواهم والطلب من المستأجرين غير المتوافقة أوضاعهم مع هذه التدابير العمل على تسوية أوضاعهم القانونية خلال مهلة لا تتجاوز الخمسة عشر يوما من تاريخه″.

وأكد البيان ان ″شرطة البلدية ستعمل على ملاحقة أي مخالفة بالتنسيق مع القوى الأمنية المختصة″، طالبا ″التقيد بمضمون هذا الإعلان تحت طائلة المسؤولية″. 

بدورها بلدية زغرتا ـ اهدن أصدرت بيانا توجهت فيه الى ″جميع اهلنا والاصدقاء بدعوة صادقة للوقوف يدا واحدة بجانب أهل الضحية حتى إحقاق الحق والعدالة، وأن نحفظ سلمنا الاهلي بالاحتكام الى العقل والابتعاد عن إثارة الغرائز والنعرات عبر بث الشائعات أو تناقلها″.

وجاء في البيان:″لريا حق علينا بان تحفزنا خسارتها على اليقظة والوعي، والعمل الجاد والموضوعي للحد من وقع النزوح والمتغيرات العرضية على بيئتنا و مجتمعنا، عبر وضع اطر سليمة كفيلة برفع المشقات عن اهلنا والاستمرار ببذل الجهود الآيلة الى التخفيف من حدة النزوح على مجتمعاتنا، وصولا الى عودة النازحين الى ارضهم، وقد بدأت معالم هذه العودة تلوح في الافق″. 

من جهتها طلبت بلدية كفرياشيت – سبعل من المواطنين الذين يُسكنون عمالا سوريين ضمن نطاقها البلدي تقديم أوراقهم الثبوتية  مع سند الايجار والكفالة الى البلدية ضمن مهلة أسبوع تحت طائلة الملاحقة القانونية.

Post Author: SafirAlChamal