الكورة: متى ينتهي مسلسل الحرائق بين زكرون وفيع؟… فاديا دعبول

تجتاح الحرائق سنويا حرج الصنوبر الممتد من زكرون صعودا الى اطراف فيع، في بقع متفرقة من الجبل الشامخ المطل على البحر. الا ان الحرائق هذا العام، وتحديدا في شهر ايلول، كادت أن تمحي كل اخضرار، ما يجعل الواجهة الطبيعية للمنطقة لوحة سوداء داكنة، لا تتميز عن لون الزفت الذي افترش الطريق حديثا.

وبين الشبهات التي تحوم حول الرعاة من جهة، وهواة الاستراحة والتأمل في المكان من جهة اخرى، يبدو أن ما يحصل بات بحاجة الى إعلان حالة طوارئ بيئية، واتخاذ تدابير جذرية لانقاذ حرج ما يكاد يلبس ثوبه الاخضر حتى يغمره السواد.

وتداركا لهذه الحرائق السنوية، وحفاظا على الثروة الحرجية واشجار الصنوبر المزروعة باتقان، حرص رئيس بلدية زكرون مرسال غلام على تنظيف جوانب الطرق، بعمق مترين، كي لا يترك مجالا امام اي عابر، وعن طريق الاهمال، التسبب باندلاع حريق. كما وزع منشورات توجيهية للحث على التنبه من الحرائق واخطارها ووسائل تفاديها. الا ان هذه التدابير لم تجد نفعا، بحيث لم يكد يمضي عليها اسبوع، حتى اندلع اكبر حريق شهده الحرج من سنين طويلة.

ويرى غلام أن “أمام تكليف ناطور بمراقبة الجبل عوائق عدة أهمها عدم امكانية الوصول لأعلى نقطة في المكان للمراقبة، واندلاع الحرائق مرات عدة في منتصف الليل”، مشددا على “ضرورة الاهتمام بالتنشئة البيئية منذ الطفولة، لانها الرادع الاكبر للحفاظ على الطبيعة”.

ويؤكد رئيس بلدية فيع الدكتور جان عبدالله انه “في ظل غياب التحقيق الجدي والمساءلة سوف تتكرر الحرائق سنويا كما يجري”. مبديا أسفه الشديد على أشجار الصنوبر التي تُحرق بقصد او بغير قصد”، منوها “بالدفاع المدني الذي يلبي النداء لاطفاء الحرائق كما شبان المنطقة، لاسيما ان الحريق تعرف بدايته ولا تعرف نهايته”.

ويناشد رئيس “هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها” المهندس رفعت سابا مفتعلي الحرائق بقصد” ان يتقوا الله بهذه الطبيعة”. كما يدعو الاهالي الى “عدم إستخدام النيران في الحرج والتثبت من إطفائها كليا بعد استعمالها”. معتبرا أن “اكثرية الحرائق تنشب بفعل فاعل بغاية رعي المواشي او نتيجة الاهمال من رواد التنزه بالطبيعة”.

ويشير سابا الى أن “الحرج شهد العام الفائت عشر حرائق متنقلة، اما هذا العام وبالرغم من محدودية الحرائق عدديا الا انها كانت الاكبر مساحة، بحيث قضت على اكثر من 25 في المئة من أشجار الصنوبر البرية المزروعة من الهيئة في الجبل والتي تعمل على الاهتمام بها.”  ويشد سابا “بالمشهدية الخضراء الغناء التي وصل إليها الجبل في الاونة الاخيرة، وقد تحول الى مقصد، لابناء المنطقة والجوار، للتنزه والتأمل والسير على الاقدام بفضل تعبيد الطريق”، معربا عن أسفه لوجود “فئات تزرع واخرى تحرق”.

Post Author: SafirAlChamal