زغرتا: الاعتراض على وجود النازحين السوريين.. بداية فتنة؟… حسناء سعادة

هل هي فوقية؟ أم عنصرية؟ أم ان الوجع الذي طاول مزيارة بمقتل الشابة ريا الشدياق بابشع الطرق على يد الناطور السوري في منزلها الوالدي احدث نقمة في زغرتا دفعت مجموعة من الشباب الزغرتاوي الى الدعوة لاعتصام يقام الاربعاء المقبل امام ثانوية زغرتا تحت عنوان ″كرمال ما نخسر ″ريا″ في زغرتا؟″.

اختيار المكان جاء كون حي السيدة القديم بجانب الثانوية يضم اكبر تجمع للسوريين النازحين الى المنطقة حسب الداعين الى الاعتصام.

″لان امن أولادنا فوق كل اعتبار″ شعار انتشر على صفحات الفايسبوك للعديد من الزغرتاويين الذين يؤيدون اخراج السوريين النازحيين من زغرتا، أسوة بما حصل في مزيارة، وتحسباً من تكرار هكذا فعل في المدينة التي بات عدد السوريين فيها اكبر بكثير من قدرتها على التحمل سواء بالمزاحمة باليد العاملة او بقدرة البنى التحتية على استيعاب هذا الكم من النازحين الذين ينتشرون في معظم احياء زغرتا الا ان حي السيدة وكون منازله متقاربة ومتداخلة وصغيرة نسبيا وبدل الايجار فيه غير مرتفع مقارنة ببقية الاحياء ازداد عدد النازحين فيه بشكل مطرد وبكثافة لافتة.

هذه الكثافة وبحسب السجلات الامنية لم يسجل بسببها أية حادثة تذكر وقعت حتى الساعة،  غير انه بخلاف السجلات يتحدث الناشطون الفايسبوكيون عن عدة عمليات تحرش الى بعض السرقات التي لم يتقدم اصحابها بشكاوى، بالاضافة الى تدهور الوضع الاقتصادي للعديد من اصحاب المهن الحرة الزغرتاويين بسبب مزاحمة اليد العاملة السورية، وهم بالتالي يعتبرون ان “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، ويجب تدارك الامور قبل استفحالها والوصول الى ما لا يحمد عقباه.

صفحات التواصل الاجتماعي ضجت بخبر الاعتصام وانقسم الزغرتاويون بين مؤيد لاخراج السوريين من زغرتا وبين رافض للفكرة باعتبار أنها تنطوي على عنصرية بحسب ما قال يوسف عبر صفحته ليرد عليه سركيس مؤكدا ان لا عنصرية في الامر، وليس كل السوريين لديهم نزعة اجرامية، انما الوضع لم يعد يطاق وعددهم يكاد يفوق عدد الاهالي في بعض الاحياء.

من جهته يعتبر سايد أن اختيار حي سيدة زغرتا لتسليط الضوء على الوجود السوري فيه اجحاف لان هناك ابنية في زغرتا تضم لوحدها عددا يفوق عدد المتواجدين في حي السيدة فلماذا لا يتم الاعتصام امام هذه الابنية ولماذا لا يتم الاحتجاج أمام من يؤجرهم بدل ادخال الحي بهذه المتاهات، اما فوزي فيرى ان ملفُّ النازحين هو أوّلاً وأخيراً ملف سياسيّ ويجب معالجته بأسرع وقت ممكن، لذا عوض أن ينصبّ جامُ غضب الأهالي على النازحين، يجب توجيهه باتّجاه كسر صمت المسؤولين والمعنيّين وتخاذُل الجمعيّات والبلديّات، من أجل القيام بخطوات إيجابيّة في هذه المسألة وإيجاد الحلول المناسبة لها، ليس على صعيد منطقتنا فحسب بل على صعيد الوطن برمّته، لا سيّما وأنّ الأوضاع في سوريا إلى انفراج في أماكن عدة. ويضيف: “كلّنا مع عودة النازحين السوريّين إلى ديارهم، ولكن من غير المقبول أن تتمّ معالجة هذا الملفّ بالطريقة الغرائزيّة التي نشهدها في منطقتنا، خصوصاً بعد حادثة القتل المشينة التي وقعت مؤخّراً في البلدة المجاورة مزيارة، والتي أثارت موجة من الحقد في النفوس سرعان ما بدأت تنتشر هنا وهناك، ليختلط جرّاءها الحابل بالنابل ويضيع صوت العقل والمنطق.

طبعاً علينا القبول بمبدأ أنّ القاتل السوريّ، كغيره اللبنانيّ، يخضع للقانون وينال عقابه الفرديّ، إنّما من جهة أخرى علينا رفض كلّ تحرّك شعبيّ يتسلّح بالخطاب العنصريّ التعميميّ ولهجة العقاب الجماعيّ”.

بدوره الناشط الاجتماعي غالب دويهي يعتبر ان “كل صوت يعاكس ما نطلبه وما ننادي به هو صوت يطلب منا أن نتجرع كأس السم!، مشيرا الى ان اهلنا في حي سيدة زغرتا المقدس” يعانون الأمرين فيه ومفروضة عليهم “مساكنة” غير مستحبة، فإلى متى نتركهم أمام هذا الواقع المرير؟، لافتا الى ان هناك امورا غير مستحبة حصلت وهي لا تشبهنا ولا تشبه قيمنا، ولم تحصل أي ردة فعل غاضبة ادت الى وقوع مكروه لاي سوري في المنطقة، ولم يتم التعرض لاي سوري بعنف ما يعني ان لا عنصرية في الموضوع بل اضاءة على حالة غير صحية وصل اليها مجتمعنا نتيجة هذا الوجود، مشيرا الى ان ما نطالب به هو عودتهم الى بلدهم لان اهل زغرتا استضافوهم وأدوا قسطهم للعلى وآن الاوان ليعودوا الى ديارهم.

وتعتبر مارغو ان صفة نازح اسقطت عن السوريين، هم ليسوا بنازحين أنهم مستوطنون في هذه الارض فأرضهم فسيحة يعمها السلام بمساحة 80 بالمئة فيما ارضنا كلها معرضة للارهاب بشهادة دول عظمى.

ويشير سركيس الى ان وجودهم بات يشكل خطرا وهناك حالات حصلت لم يتم التبليغ عنها تتنوع بين التحرش والتعرض لصبايا في الاحياء الداخلية كما ان هناك حالات سرقات فردية حصلت قد لا يكون لهم دخل بها، الا ان اصابع الاتهام موجهة لهم كونها لم تحصل هكذا حالات سابقا، معتبرا انه لا يجوز الاتهام فهناك اناس طيبون يعيشون بيننا باحترام ومودة ولكن بات العدد غير مقبول كما ان مناطقهم بمعظمها اصبحت امنة فلماذا لا يعودون؟، موضحا انه لطالما كان هناك عمال سوريون في زغرتا وهناك علاقات جيدة على مر التاريخ الا انهم كانوا يأتون بشكل نظامي للعمل وبشكل موسمي ويعودون الى مناطقهم مع انتهاء كل موسم.

من ناحيته يعتبر سمير ان هناك كمية من العنصرية بالدعوة لاخراج السوريين من زغرتا، متسائلاُ:”سمعنا عددا من الخبريات الجنائية عن عاملات وعمال اجانب من آسيا وغيرها ولم يطالب احد باخراجهم من البلد فاي منطق يطبق في هذه الحالة ولماذا التعميم؟. 

موضوع اخراج السوريين من زغرتا لم يمر مرور الكرام على صفحات التواصل الاجتماعي فعسى ان تمر الامور على خير على الارض ولا تصل الامور الى فتنة بين اهل البيت الواحد بين مؤيد ورافض وبين متضرر ومستفيد في غياب تنظيم هذا الوجود في زغرتا لاسيما اننا نسمع يوميا عن مداهمات تطال تجمعاتهم وتوقف العديد منهم لافتقادهم للاوراق الثبوتية.

Post Author: SafirAlChamal