المزيد من المجازر البيئية في غابات عكار… نجلة حمود

akkr 2

تستمر التعديات على غابات عكار، لجهة القطع المنظم الذي أدى هذا العام الى قضم مساحات شاسعة من الغابات الحرجية والأشجار المعمّرة والنادرة التي تنفرد فيها محافظة عكار.

جديد فصول هذه التعديات قطع ما يزيد عن 50 شجرة صنوبر بري في أحد أحراج الصنوبر الدهرية في محلة الزواريب – نبع العليق في خراج بلدة عكار العتيقة.بات واضحا أن التعديات بلغت مرحلة متقدّمة، تتجلى يوميا بقطع المزيد من الأشجار  ومن دون أية روادع، إذ لم تسلم منطقة من التعديات.

وقد أخذت غابة القموعة المعروفة بفرادتها في منطقة الحوض المتوسط نصيباً وافراً من التعديات هذا العام، حيث تتواصل أعمال القطع على أطراف الغابة، ما كان كفيلاً بإنهاء حياة أشجار يتجاوز عمر بعضها مئتي سنة، بحسب الخبراء البيئيين، إضافة الى التعديات المستمرة على “غابة القلة” الفاصلة بين عكار والضنية والممتدة حتى مرشيحين في الهرمل.

التعديات المتفاقمة تدفع مجددا بالمطالبة بتعزيز عمل نواطير الأحراش، حيث يوجد في عكار خمسة مراكز فقط لمراقبة الأحراش هي مراكز: القموعة، حرار، عين يعقوب، عندقت، العبدة.تعاني هذه المراكز نقصاً فادحاً في الكادر البشري، إضافة الى النقص الكبير في التجهيزات والمعدات اللازمة للتنقل في الغابات ومكافحة الحرائق.

يمكن القول إن التعديات المتكررة باتت بحاجة الى معالجات جذرية تكون كفيلة بردع المعتدين، خصوصاً أن فضائح عدة تجلت في أكثر من بلدة حيث تبين أن كل محاضر الضبط التي تنظمها البلديات بحق المعتدين تحفظ عند مأموري الأحراش بدلاً من أن يتم رفعها الى مخافر قوى الأمن الواقعة في نطاقها، وبالتالي فإن المعتدين يبقون من دون أي محاسبة، الأمر الذي يشجع على زيادة التعديات في ظل غياب المساءلة.

 تمتد غابات عكار على مساحة 30 كيلومتراً، بدءاً من غابات فنيدق والقموعة، مروراً بغابات عكار العتيقة، وغابة المورغان في القبيات، والقلة، وكرم شباط، وغابة عودين، إضافة الى غابات الصنوبر في منطقة أكروم والدريب الأوسط.من جهته إستنكر رئيس مجلس البيئة في عكار الدكتور أنطوان ضاهر “التعدي الفاضح والجرائم المستمرة بحق أشجار اللزاب المعمرة واشجار الشوح والطنوب والارز والعزر وغيرها من انواع الأشجار، إضافة الى ارتكاب مجازر من نوع جديد تتجلى بقطع مساحات حرجية شاسعة، والقضاء على أشجار الصنوبر المعمرة والتي يتراوح عمرها بين 50 الى مئتي عام”، مؤكدا “أن كارثة فعلية حلّت بالمنطقة وثروتها الحرجية”.

وناشد الضاهر القضاء المختص “الإسراع في بت المخالفات والمحاضر الموجودة في أدراج القضاء منذ سنوات، للمساهمة في تخفيف الاعتداءات وردع المخالفين، مشددا على ضرورة كشف الفاعلين وانزال أشد العقوبات بهم، كما طالب بالتحقيق الجدي في حرائق الغابات الأخيرة التي إندلعت في كرم شباط حيث لم يتم فتح أي تحقيق، إضافة الى ضرورة متابعة التحقيق في حريقي عودين والسنديانة وعدم الاكتفاء بطي الملف كما نخشى”، مؤكدا أن التساهل في محاسبة المجرمين بحق البيئة أمر مرفوض وخطير جدا لأنه يشجع على المزيد من الانتهاكات”.

كذلك طالب الاهالي وفاعليات عكار العتيقة المعنيين في الدولة حماية هذه الغابات الشجرية النادرة وملاحقة مرتكبي المجازر البيئية، مؤكدين أن التعديات تزداد في هذه الفترة من السنة، بسبب الحاجة لتخزين الحطب على أبواب فصل الشتاء.

وإستغرب الأهالي إطلاق سراح المعتدين والاكتفاء بمحاضر الضبط، مطالبين بتحويلهم الى النيابة العامة وانزال اشد العقوبات بحقهم لكي يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على هذه الثروة الوطنية.

Post Author: SafirAlChamal