القذيفة السورية على وادي خالد: رسالة سياسية أو امنية.. ام خطأ؟… عمر ابراهيم

في تطور أمني مفاجىء وغير مرتبط بأي حدث، أطلقت مدفعية الجيش السوري من مواقعه المتاخمة للحدود لجهة منطقة وادي خالد قذيفة اصابت منزلا في بلدة الهيشة، وخلفت فيه اضرارا واصابات طفيفة بين قاطنيه من النازحين السوريين، تاركة وراءها جملة تساؤلات حول الاسباب من وراء هذا الخرق وإن كان عن طريق الخطأ أم أنه يحمل رسائل معينة؟، وهل هناك من مصلحة ما تستدعي إعادة أجواء التوتير الى الحدود الشمالية؟، ولماذا حصل هذا الخرق في الوقت الذي تشهد فيه الحدود هدوءا تاما منذ نحو ثلاث سنوات؟.

قذيفة واحدة اطلقت من بلدة عيون السورية الحدودية، كانت كفيلة باعادة اجواء التوتر والخوف الذي كانت عاشته منطقة وادي خالد، قبل ان يعيد الجيش السوري سيطرته على القرى الحدودية وآخرها قلعة الحصن، بعدما تمكن من اخراج المقاتلين من الحدود وتنفيذ انتشار كامل، بالتوازي مع تمركز الجيش اللبناني على المقلب الاخر للحدود.

وكانت وادي خالد شهدت توترات أمنية شأنها شأن العديد من القرى الحدودية التي كانت تسيطر على القرى المواجهة لها المعارضة السورية، ما جعل الأهالي حينها يعيشون حالة لا يحسدون عليها من الخوف على المصير وعلى مستقبل منطقتهم، وعلى الرزق اليومي الذي انقطع بفعل التطورات الأمنية في الداخل السوري والدعم العلني للمعارضة من قبل بعض الأطراف السياسية اللبنانية، ما أدى الى إغلاق العديد من المعابر غير الشرعية التي كانت تشكل الرئة الأساسية التي يتنفس منها الأهالي الذين لهم في الداخل السوري أكثر بكثير مما لهم في المناطق اللبنانية الأخرى.

لكن بعيد إقفال ملف المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية في العام 2014، بدأت وادي خالد تتنفس الصعداء وبدأت الحياة تعود الى طبيعتها حتى ان تجارة “التهريب” عادت عبر بعض المعابر، ما اوحى بطي هذا الملف الامني الى غير رجعة، لا سيما ان الجيش اللبناني نجح في تفكيك معظم الشبكات المرتبطة بالمعارضة المسلحة، وحوّل المناطق الحدودية الى مناطق خالية من المسلحين والسلاح الذي كان يشكل ذريعة لتدخل الجيش السوري وقصف القرى اللبنانية.

وفي المعلومات “فان االقذيفة التي أطلقت من بلدة عيون السورية سبقها تحرك آليات للجيش السوري على مقربة من الحدود وتنفيذ إنتشار في محيط البلدة التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن بلدة الهيشة”.

وتضيف المعلومات: “من دون سابق إنذار أطلقت القذيفة وسقطت على مقربة من منزل يقطنه نازحون، ما ادى الى اصابات طفيفة، والى خلق حالة من التوتر داخل البلدة خشية تكرار هكذا أحداث وسقوط قتلى أو جرحى، وإمكانية تطور الامر الى ردات فعل لا تحمد عقباها”.

وتختم المعلومات: “حتى اللحظة لم يعرف السبب الحقيقي من وراء إطلاق القذيفة، ولكن يخشى ان يكون ذلك مرتبط بالسياسة، وان يكون هناك قرار بممارسة ضغط ما على الجانب اللبناني لاجباره على التفاوض مع الجانب السوري حول القضايا العالقة، أو ربما أراد الجيش السوري توجيه رسائل امنية تحذيرية  نتيجة معلومات عن وجود مجموعات مسلحة تخطط لعمل ما في الهيشة.

Post Author: SafirAlChamal