هل من أوجه شبه بين ″اجتماع نيويورك″ و″اعلان بعبدا″؟… مرسال الترس

يفتش المراقبون والمتابعون في لبنان باستمرار عن قاسم مشترك يُجمع عليه اللبنانيون، وهم قلّما يجدونه الاّ في ما ندر، كما حصل على سبيل المثال في المعركة التي خاضها الجيش اللبناني مؤخراً ضد التنظيمات الارهابية في جرود رأس بعلبك والقاع، في حين أن القضايا الخلافية تزداد وتتفاقم يوماً بعد آخر حتى على أبسط الامور، وكأن هناك قلوب ملآنة باستمرار وليس رمانة عابرة.

 منذ خمس سنوات وبعد نحو سنة على تفاقم الاوضاع في الدول العربية نتيجة مخطط ″الفوضى الخلاّقة″،  سارع المسؤولون الى تظهير ما سُمي بـ″اعلان بعبدا″ الذي أحدث شرخاً بين مكونات المجتمع اللبناني لأنه سعى لاعطاء زخم للقرار الدولي رقم 1701 متلطياً وراء مقولة تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة. مع التذكير بأن إصرار بعض كبار المسؤولين حينها على التشبث به، وتذكيرهم الدائم به، قد رفع من منسوب التوترات داخل المجتمع اللبناني. وقيل حينها أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سعى الى ذاك الاعلان تلبية لرغبات بعض العواصم الاقليمية والدولية التي تريد محاصرة المقاومة لغايات وغايات.

اليوم يعاود اللبنانيون كرة التقاسم والتنافر الى ملعب الوطن على خلفية لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلم على هامش انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة، وكأن النظام في سوريا يتلطى وراء هكذا اجتماعات لكي يلتقط انفاسه، مع العلم أن عواصم عالمية واقليمية ذات وزن تسعى فوق الطاولة وتحتها لاعادة التواصل مع هذا النظام، في حين اكد الجانب اللبناني أنه هو من طلب اللقاء، ويقال أن الاسباب المباشرة هي طريقة تعامل الحكومة الاميركية بازدراء وتجاهل مع الوفد الرسمي اللبناني.

وبين هذا وذاك يشدد اللبنانيون على وجوب نزع فتائل التوتر بين الافرقاء والتركيز على ما يخدم المصالح الوطنية العليا في وقت تنزلق فيه  البلاد يوماً بعد آخر في لجج من الفوضى الدستورية والقانونية، وتغرق في المزيد من الازمات الاجتماعية والمالية والبيئية وسواها. وكأن المسؤولون يعيشون ليومهم فقط بعيدين كل البعد عن أي تخطيط يرسم آفاق المستقبل الواعد الذي يردد معظم اللبنانيين أنه:”حصرم رأوه في حلب”.    

Post Author: SafirAlChamal