هل يُفسد لقاء باسيل مع المعلم ″شهر العسل″ مع الحريري؟… غسان ريفي

يبدو أن اللقاء الذي عقده وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم بحضور مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري في أميركا، قد مرّ مرور الكرام ومن دون أية تداعيات سياسية، وخصوصا لدى رئيس الحكومة سعد الحريري المعترض جملة وتفصيلا على تطبيع العلاقات مع النظام السوري، وصاحب نظرية الزيارات واللقاءات الشخصية مع المسؤولين السوريين، للخروج من الاحراج، وذلك في سابقة من شأنها أن تجعله مع وزرائه في حالة إنفصام سياسي.

اللقاء بين باسيل والمعلم كاد أن يُطمس لبنانيا، لولا “حركشات” بعض وسائل الاعلام التي حاولت الاستفسار عن تداعيات اللقاء سواء من باب الرسالة الصحافية، أو من باب “الزكزكة” الاعلامية وصولا الى الاحراج السياسي خصوصا في ظل التنسيق التام بين الحريري وباسيل، في كل القضايا والأمور التي تتعلق بمجلس الوزراء وقراراته.

ظن كثير من المتابعين أن اللقاء سيؤدي الى إفساد شهر العسل بين “تيار المستقبل” وبين “التيار الوطني الحر”، وأن الرئيس الحريري “سيقيم الدنيا ولن يقعدها” غضبا على هذا التصرف الذي يضعه في “بيت اليك” شعبيا، ويُحرج موقفه أكثر فأكثر في شارعه، ويُظهره أنه غير قادر على ضبط حالة الفلتان السياسي الحاصلة في مجلس الوزراء، أو لجم حالات الحب التي تربط بعض وزرائه بالمسؤولين السوريين.

واللافت أن “حركشات” بعض وسائل الاعلام لم تأت لمصلحة الحريري لا من قريب ولا من بعيد، خصوصا أن قيادات في التيار الوطني الحر أكدت أن ما قام به الوزير باسيل يأتي من ضمن صلاحياته كوزير للخارجية، مشددة على أن الوزير هو سيد على وزارته وهو يقوم بما يراه مناسبا، رافضين بشكل صارم فكرة الزيارات أو اللقاءات الشخصية التي تحدث عنها الحريري.

وفي الوقت الذي لم يصدر أي موقف عن الرئيس الحريري بشأن لقاء أميركا، لم يفلح بعض نواب المستقبل في إقناع الرأي العام بالتبريرات التي أطلقوها، أو بمحاولة التنصل مما قام به باسيل، باستنثاء اللهجة العالية التي تحدث بها الوزير نهاد المشنوق مساء أمس، معتبرا أن لقاء باسيل مع المعلم “بمثابة إعتداء سياسي على رئاسة الحكومة سنواجهه”، لكن من دون أن يحدد ماهية هذه المواجهة.

يشير متابعون الى أن مشاركة وزراء النقل والزراعة والصناعة قبل نحو شهر في معرض دمشق الدولي ولقائهم نظرائهم السوريين هناك، ومن ثم اللقاء الذي عقد بين باسيل والمعلم في مقر الأمم المتحدة والذي تشير المعلومات الى أنه جاء بناء على طلب باسيل، قد أمعن في كسر هيبة رئيس الحكومة الذي يقف عاجزا عن مواجهة “شهوة” بعض التيارات السياسية تجاه الانفتاح على النظام السوري وبصورة رسمية، لافتين الانتباه الى أن سكوت الحريري عن لقاء أميركا من شأنه شيئا فشيئا أن يمهد الطريق أمام مزيد من التواصل الرسمي اللبناني ـ السوري.

ويقول هؤلاء إن التيارات السياسية المشاركة في الحكومة قد إتخذت قرارا بالتعايش مع بعضها البعض، وأن الرئيس الحريري المتمسك بالسلطة، حريص على شهر العسل القائم بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر، وعلى المساكنة مع حزب الله، والعكس صحيح طالما أن مصالح كل طرف سياسي مؤمنة من خلال المشاركة في الحكومة، لذلك فان الحريري يرفض قتال حزب الله في سوريا، ويشاركه في الحكومة، وحزب الله ينتقد السعودية بشدة ويتعايش مع الحريري الذي يرفض بدوره التطبيع مع النظام في سوريا ويغض النظر عن لقاء باسيل ـ المعلم، وكذلك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يكاد يجرّم من يتعاطى مع المسؤولين السوريين، لكن ذلك لا يفسد في الود قضية مع جبران باسيل الآتي من لقاء جمعه مع أعتى قادة النظام السوري، أما وليد جنبلاط فيرفض ما يجري في سوريا ويتعاون لبنانيا مع حزب الله.

يقول أحد القيادات السياسية: أنه الزمن السياسي السيء في لبنان، حيث تتقدم المصالح على كل المبادئ والشعارات التي لطالما حركت شوارع ضد أخرى، ونفخت في أبواق الفتن المذهبية والطائفية، وحصدت شهداء وجرحى ذهبت دماءهم أدراج الرياح، مؤكدا أن التيارات السياسية تتوافق اليوم على الخلاف والاختلاف.

Post Author: SafirAlChamal