رسالة من رشيد درباس الى جبران باسيل

وجه الوزير السابق رشيد درباس رسالة مفتوحة الى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ستذاع في برنامج ″ناقوس في أحد″ الذي يُبث على صوت لبنان 93,5 الساعة 7:55 من صباح يوم غد الأحد.

وجاء في الرسالة المفتوحة للوزير درباس:

معالي الاستاذ جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر..

بعد التحية..

لا أخاطبك اليوم كزميل سابق لك، بل كمواطن طرابلسي أراد أن تسمعه- إذا سنح الوقت مع المستمعين الآخرين، لا سيما الذين ينصتون للناقوس من أهل طرابلس والشمال.

أبدأ بأن أعبر عن فرحتي لزيارتك لطرابلس مع رئيس الحكومة ووزير الطاقة لتدشين العمل بالمحول الكهربائي، إذ إستبشرت بأنه أول الغيث..

كما أعبر عن فرحتي أيضا، لأن تيارك له مكاتب في طرابلس وله مسؤول مُعلن، ونشاطات متعددة، وليس مرد هذا إعجابي بخطكم السياسي، بل اعتزازي بمدينة طرابلس المنفتحة على التيارات وهي تثبت بهذا أنها ليست مجتمعاً مغلقاً، أو متعصباً، أو رافضاً للآخر رغم الخلافات السياسية العميقة معكم، ورغم ما ألصق بها من تهم.

هذه الرسالة فيها تذكرة ولفت نظر، أرجو أن تأخذها بعين الجدية، فأنا لا أقوم بـ”التمريك”، وقد وضعت مستقبلي السياسي ورائي، وانصرفت إلى الكتابة والمحاماة، وممارسة دور المواطن الذي لا يكف عن رفع الصوت.

أذكر معاليك، انه عندما جئتنا في مجلس الوزراء مع معالي الوزير نهاد المشنوق بسلة التعيينات، وكان بينها تعيين محافظ الشمال السيد رمزي نهرا من غير إطلاع وزراء الشمال الستة، سألناك عنه، فقلت إنه قاض من مستوى رفيع، فتوسمنا بصفته تلك صرامة في تطبيق القانون.

معالي الرئيس

لا يغفر الرأي العام، ولا التاريخ للمسؤول أن يرتكب المخالفات ويتمسح افتراء بمصالح الفقراء أو يستصدر لنفسه لقب أبي الفقراء.

أنت تعلم أن أسهل الطرق لكسب المال الحرام هو الاجتراء على المرفق العام، فهل مصلحة الفقراء تتحقق بهذا، أم مصلحة الشبيحة الذين يحتمون بالصور إياها، ويزعمون نسباً لحَّاَ بالمسؤولين، وكان آخرهم فخامة رئيس الجمهورية.

لقد عانت طرابلس ثلاثين عاماً من التهميش والمعارك فنفر منها الاستثمار، وأحجم موسروها عن الانخراط في التنمية والتمست كفاءاتها البحث عن العمل في خارجها، ومن بقي منهم جلسوا على أرصفة الكورنيش المغتصبة يدخنون المعسل الذي تختلط روائحه بروائح أخرى مريبة.

فاجأنا سعادة المحافظ بتدبير ذلك المؤتمر الذي  تحدث فيه باسم فخامة الرئيس معلناً أنه لن  تزال  المخالفات إلا بعد إيجاد الحل القانوني…

هل يكمن الحل القانوني يا ترى بتمليك الشبيحة شواطىء البحر؟

لا أكتمك أنني اتصلت بالقصر الجمهوري، وطلبت أن يُبلغ فخامته بهذا التجرؤ على إستعمال اسمه، فجاء الجواب أنه يستغرب الأمر برمته.

ولكن الطامَّة كانت عندما ظهر رئيس التيار في الشمال ومرشحه للانتخابات عن المعقد الماروني في طرابلس على شاشة الـ O.T.V.، ليعلن باسم الرئيس مرة أخرى أن المخالفت باقية إلى أن نجد الحل القانوني؟

يا أستاذ جبران

أهكذا يدشن عمل تيارك في مدينة تريد أن تكسب ودها؟

قال الأخ توفيق سلطان منذ أيام، لقد ظهر المحافظون الجدد في أمريكا، وبشرونا بالفوضى الخلاقة، فهل مهمة محافظنا الجديد تعميم هذه الفوضى؟

أنت تعلم أنني أقول الصدق حتى مع من أختلف معهم، وبذلك، أصدقك القول، إن استتباب القانون في طرابلس هو الخطوة الأولى نحو عودتها الى خريطة الإنماء..

تحياتي مرة أخرى، وأؤكد لك أن طرابلس تستحق محافظاً يحافظ وقاضياً يقضي ورمزاً يرمز الى شيء ونهراً يسقي العطاش.

Post Author: SafirAlChamal