حداد.. على دولة تتخلى عن عسكرييها!… غسان ريفي

كم هو ثقيل وقع الخبر.. العسكريون المخطوفون يُزفون شهداء

توقفت الحياة لدى الأهالي الذين لم تشفع لهم السنوات الثلاث التي إنتظروها بلهفة وحرقة وخوف ورعب وأمل وإحباط في  أن يعودوا ليلتقوا فلذات الأكباد..

لن تعود أنظار الأمهات ترنو الى تلك الجرود بعدما تسمّرت باتجاهها 37 شهرا، علهن يجدن ظلا أو حتى سرابا لحبات قلوبهن الذين واجهوا الأسر بعزيمة صلبة، أرهقها إهمال الدولة وتجاذب أطرافها الى حدود الاستشهاد.

سيترك حسين يوسف خيمة الاعتصام بعدما سرق قلوب اللبنانيين بحنان الأب وصلابته، وحُسن إدارته لملف إبنه محمد يوسف وسائر رفاقه، وسيعود نظام مغيط لينثر مع أبناء القلمون ماء الزهر على ذكرى إبراهيم، وستحتضن أرض لبنان من الشمال الى الجنوب جثامين عسكريين بات من الصعب أن تدخل ذكراهم في غياهب النسيان.

كل لبنان في حداد، وكل الشعب اللبناني بكى أو يكاد حرقة على الأمهات والآباء والزوجات والأطفال الذين إنتظروا الدولة، وآمنوا بأنها من الدول التي لا تترك أسراها قيد الأسر أو الاعتقال، قبل أن يفاجئوا بأن صراعات وتجاذبات أطرافها أهم من دماء العسكريين، وأهم من شرف الوطن وعزه وسيادته وحريته وإستقلاله..

حبذا لو كان الانتصار الذي يُحكى أنه تحقق، متوجا بعودة العسكريين أحياء مكرمين الى ذويهم، أو بقتل قاتليهم أو بدفنهم حيث هم، أو باعتقالهم، لكان لبنان إحتفل من أقصاه الى أقصاه، لكن اليوم يعمّ الحداد على الأبطال العسكريين، وعلى دولة تتخلى عن عسكرييها!.   

Post Author: SafirAlChamal