هيئة علماء المسلمين تضغط في دار الفتوى.. الجمعة يوم عطلة

muslim 2

شكلت زيارة هيئة العلماء المسلمين الى دار الفتوى، واللقاء الذي عقدته مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، والكلام الواضح والصريح لرئيسها الشيخ رائد حليحل، مزيدا من الضغط على السلطة اللبنانية لاقرار يوم الجمعة عطلة رسمية، إذا ما قررت السير بقرار تحديد يومين للعطلة في الاسبوع.

وكانت الهيئة دعت الى وقفة إحتجاجية أمام مجلس النواب بالتزامن مع إنعقاد جلسة للنواب، لابلاغ رئيس المجلس والنواب بموقف الهيئة التي تصرّ على التعطيل يومي الجمعة، لكن تمنيات وصلت الى الهيئة من المفتي دريان، أثمرت في نقل الوقفة الى دار الفتوى.

وكان لافتا العدد الكبير للمشايخ الذين رافقوا الهيئة من مختلف المناطق اللبنانية الى دار الفتوى، ما يشير الى حساسية هذا الموضوع الذي يتعلق بالشراكة الفعلية بين الطوائف اللبنانية.

إثر اللقاء مع المفتي دريان، تحدث الشيخ رائد حليحل فقال: قمنا وفد من هيئة علماء المسلمين من كل مناطق لبنان بزيارة سماحة المفتي، وكانت هذه الزيارة حقيقة بديلا عن وقفة كنا اطلقناها بأننا سنقف أمام البرلمان اللبناني لنوصل رسالة إلى رئيس وأعضاء المجلس نبلغهم فيها موقفنا الصريح والواضح إننا شركاء فعليون في هذا البلد، وبالتالي من حقنا ان نطالب بحقوق هذه الشراكة وبمفرداتها.

وأضاف: في الأيام الماضية كان العرف أن يكون يوم الأحد اليوم الوحيد للاجازة في الأسبوع، لكن عندما يُبحث في القانون الآن عن إمكانية جعل يومين للإجازة، فمن حقنا نحن المسلمين في هذا البلد ونحن شركاء أساسيون ومهمون وفاعلون ان يكون يوم الجمعة يوم عيدنا، يوم إجازة لنا جميعا.

طبعا هذا الأمر بفضل الله عز وجل هو الأمر الذي استقرت عليه مسيرة دار الفتوى الكريمة منذ بدايات الأيام من بعد الانتداب الفرنسي إلى اليوم، وهو موقف صريح من صاحب السماحة، وهو الموقف الذي عليه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فأتينا اليوم إلى صاحب السماحة نزولا عند رغبته في أن يكون موقف العلماء وكلامهم ووقفتهم في دار الفتوى، وان نوصل الصوت للجميع دعما لسماحته في هذا الموقف، واننا لن نحيد ولن نتراجع عنه”.

واكد حليحل “اننا حرصاء على أمرين: اقتصاد البلد والعيش المشترك الآمن في هذا الوطن.”

وتابع: “هذا العيش يستوجب أن يشعر المسلمون بأنهم حقيقة غير مهمشين ولا مستبعدين، مطلبنا الواضح والصريح عدم التطاول على مسلماتنا وشعائرنا وشرائعنا أبدا، سواء في موضوع الجمعة او غيرها من المواضيع، وقد لمسنا بفضل الله عز وجل تفهما كبيرا، بل أقول تطابقا في الرؤية بيننا وبين صاحب السماحة، وتعاهدنا أمام الله عز وجل أن نكمل المسيرة للوصول إلى تعزيز مواقعنا في هذا البلد، وطبعا تعزيز مواقعنا لن يأخذ من مواقع الآخرين شيئا، فنحن نحترم الآخرين ونحترم خصوصيتهم، لكن نتمنى ان تحترم أيضا خصوصياتنا. فيوم الجمعة عندنا يوم عظيم ومبارك، ومن حقنا ان يكون يوم عطلة وإجازة وراحة أسوة بغيرنا، نحن لسنا ابدا مع المماحكات الفقهية التي قد يدخل بها البعض للأسف انجرارا إلى هذا الواقع المرير، هل يجوز التعطيل يوم الجمعة ام لا يجوز؟”.

وقال: “نحن لا نحرّم العمل يوم الجمعة، ونحن لسنا كبعض الطوائف التي ترى يوما يحرم عليها حتى ركوب السيارة، أبدا، يجوز لنا أن نعمل قبل وبعد صلاة الجمعة، ولكن كميثاق عيش مشترك في هذا البلد كيوم لجميع اللبنانيين ينبغي أن يشعر المسلمون أنهم ليسوا مغبونين، وليسوا طائفة على الهامش او من الدرجة الثانية، فنتمنى ان يراعي المسؤولون هذا الامر وان يستجيبوا لرغبة المسلمين في هذا البلد التي يجسدها ويمثلها موقف صاحب السماحة وهذه الدار الطيبة المباركة الكريمة، ونتمنى وعيا كاملا حتى لا يفسح المجال ابدا، لا قدر الله، امام أي شعور بالغبن مما يفضي الى زعزعة في الصفاء والنقاء بالعيش المشترك في هذا البلد”. 

وتابع: “نتمنى ان تكون الرسالة واضحة، نحن لا نريد شيئا من أحد، لكن لنا حق ونريده بكامل الصراحة. يوم الجمعة، يوم عيدنا، ويوم معظم، ويوم له منزلة ومكانة عندنا، نريد ان نشعر اننا في هذا البلد كما يوم الأحد، يوم عطلة ومحترم، كذلك يوم الجمعة، لا أكثر ولا أقل”.

وردا على سؤال قال: “في الفترة السابقة كان يوم الجمعة يوم عمل حتى الساعة الحادية عشرة، وكانت الإجازة الوحيدة هي يوم الاحد. اما الان، فقد جرى تعديل القانون حتى يكون يومي اجازة في الاسبوع، لذا من حقنا ان نطالب بيوم الجمعة. نحن لا نقول عودوا الى ستة أيام دوام عمل ويوم واحد إجازة فقط. واذا كان المنحى ليس دينيا فلتكن العطلة الاثنين والثلاثاء، او الثلاثاء والاربعاء، او الأربعاء والخميس. وكما يقال لنا سنعطيكم ساعتين يوم الجمعة فليعط غيرنا ساعتين، لكن هذا ليس مطلبنا. نطالب بيومي إجازة الجمعة والأحد حتى نشعر براحتنا كما غيرنا.

Post Author: SafirAlChamal