البترون: ″ثاقبة الجذوع″.. تفتك بأشجار الصنوبر المثمر!.. لميا شديد

بعد منطقتي المتن وجزين وصلت ″ثاقبة الجذوع″ الى منطقة البترون لتحدث ظاهرة يباس في أشجار الصنوبر المثمر قد تأتي على جذوعه وأغصانه وثماره.

لطالما شكل إنتاج الصنوبر مصدر رزق لعدد كبير من العائلات البترونية، كونه قطاعا هاما تعيش منه العائلات اللبنانية وتعتمده مؤسسات عدة ومنها الرهبانية التي تستثمر أحراجها وتنتج مواسم كبيرة منها، هذا بالاضافة الى أن إنتاج الصنوبر يوفر فرص عمل عدة في مجال القطاف والتشذيب والتكسير وغيرها، وها هو الانتاج في لبنان يتراجع بنسبة تصل الى 60 و70 % ما إنعكس سلبا على الاقبال على إستثمار الاحراج نتيجة هذا التراجع وإرتفاع كلفة الانتاج التي باتت تفوق المردود.

منذ فترة ليست ببعيدة بدأ المواطنون البترونيون في وسط البترون يكتشفون حالة مرضية في أشجار الصنوبر البري، ما أثار موجة من القلق لديهم خصوصا بعد ظاهرة ″الصندل″ التي ضربت الصنوبر البري والمثمر منذ فترة وكادت تقضي على هذه الثروة.

ويبدي رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في بقسميا البترونية بطرس شهيد خشيته ″من اليباس الذي بدأ ينتشر في أشجار الصنوبر المثمر وينتقل من شجرة الى شجرة ومن غابة الى غابة ومن قرية الى أخرى″.

ويقول: ″توجهنا الى وزارة الزراعة والمركز الزراعي في البترون اللذين أبديا كل تجاوب وقام مهندسون مختصون بالكشف على الأشجار المصابة وتحديد الأسباب والحشرات التي تفتك بها، وذلك بعد خوفنا من أن نخسر هذه الثروة المهمة بالنسبة لنا ولشريحة كبرى تهتم بهذا القطاع وتعتمد عليه كإنتاج مربح لاسيما وأن أسعار الصنوبر مرتفعة في السوق اللبنانية.″ ويطالب شهيد وزارة الزراعة بإيلاء ″هذه القضية الاهتمام، علما أننا وبالتنسيق معها ومع المركز الزراعي في  البترون، بصدد التحضير لندوة إرشادية حول هذا الموضوع لتوعية المواطنين وتفادي إتساع رقعة الاصابة بالمرض. وشدد على دور البلديات في هذا المجال لجهة تنظيم عمليات رش للقضاء على الحشرات وحماية الصنوبر.

ثاقبة الجذوع

ويحذر مهندسون زراعيون مختصون ″من خطورة هذه الحشرة والحشرات الأخرى التي تفتك بالاشجار″، ويشرحون أن ″ثاقبة الجذوع″ تسبب اليباس في الاشجار، وتحفر وتحدث قنوات تحت قشرة الجذع مما يؤدي الى موت الشجرة ويمنع عنها امتصاص الغذاء من الأرض وهذا يشكل خطرا مع وجود أنواع أخرى من الحشرات تصيب الأشجار الضعيفة أي الأشجار اليابسة داخل الغابات وليس كظاهرة الامراض الأخرى التي تجتاح الغابات بمساحاتها الواسعة، إلا أن هذا لا يعني أن هذه الظاهرة ليست مهمة، فالاصابة تنتقل من شجرة الى شجرة وتتسبب بيباس الاغصان وهذا يعود الى كثافة الاشجار فينعكس ضعفا على عدد منها ويتسبب بإصابات من حشرات عدة وليس حشرة واحدة.

وتجدر الاشارة الى أن هذه الحشرات تؤدي الى تراجع الثروة الحرجية لأنها تنتقل من مكان الى آخر بعد أن تنمو في مكان واحد وغابة واحدة. ومن هذه الحشرات حشرة أخرى دخلت الى لبنان وبدأت معاينتها وهي أميركية الأصل ووصلت الى لبنان عبر أوروبا منذ 7 سنوات تقريبا. وهي حشرة تأكل وتمتص الصمغ داخل كرز الصنوبر مما يزيد عدد الحب الاسود الفارغ في الانتاج الذي وصل الى 40 و50 وبلغ 60 % في بعض الأماكن، عدا عن التسبب بالقضاء على الانتاج من خلال توقف تطور الكرز.

أما الاهتمام بهذه الحالة فيتطلب إهتماما وعناية على مدار ثلاث سنوات لكي يستعيد الانتاج صحته فيعطي مواسم كبيرة من جديد.

وكانت وزارة الزراعة قامت بعملية رش في محيط منطقة جزين وفي المتن، والمطلوب عملية واسعة لاستكمال هذه الخطوة لما لهذا المرض من إنعكاس سلبي على حياة المواطنين، كما أجرت الوزارة كشفا على أحراج الصنوبر في بعض المناطق لمعاينة المشكلة وأصدرت تقريرا وطلبت من المواطنين قطع الأشجار المريضة وتعقيمها أو حرقها للحد من إنتشار الامراض ومن ثم رش جذوع الاشجار للحد من الاصابة بالحشرات.

ويشير الخبراء الى أهمية ″إتخاذ خطوات إحترازية من خلال أيام، وزارة الزراعة بارسال كتاب الى البلديات لما لها من دور في هذا المجال لجهة قطع الاشجار المريضة فلا تشكل بؤرة لتكاثر الحشرات وإنتقالها الى الاشجار الاخرى.″

Post Author: SafirAlChamal