من هم المعتدون على النازح السوري؟.. عمر ابراهيم

قد لا يكون الأمر مستغربا أو مستعبدا بالنسبة للبعض مشاهدة شخص سوري يتعرض للضرب أو الإهانة وربما في المستقبل القتل حتى الموت، في ظل ما يشهده لبنان مؤخرا من حالات تحريض طائفي ومذهبي وعنصري، على خلفية ملف النازحين السوريين بشقيه السياسي والأمني، الذي استفحل مع الحديث عن معركة جرود عرسال.

هذه الموجة العنصرية غير المنضبطة تحت سقف، كانت متوقعة بنظر مراقبين وجدوا في تصريحات بعض السياسيين والاحزاب والقوى تحريضا تجاوز حدود المزايدات والخطابات الشعبوية، وهي ربما تحظى بمباركة اجهزة مخابرات دولية، خصوصا بعد دخول سوريين على خط التحريض تحت شعار الدفاع عن النازحين، ونجاح القوى الامنية في توقيف احد الاشخاص السوريين الذي كان يدير صفحة فايس بوك تحرض على الجيش اللبناني وتدعو الى التظاهر، وما زالت التحقيقات معه جارية لمعرفة من يقف خلفه.

هذا المشهد المقزز للشاب السوري الذي كان يتعرض للضرب اثار حالة استياء في صفوف شريحة كبيرة من اللبنانيين، قبل ان يثير ذلك حفيظة السوريين الذين ربما اعتداوا مشاهدة هكذا امر في بلدهم، وفتح هذا المشهد الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي سجالا عميقا لم ينته بعد رغم تمكن فرع المعلومات من توقيف “ابطال المسسل” وتحديد هويتهم ومباشرة التحقيق معهم لمعرفة الدوافع الحقيقة وان كانت على خلفيات “وطنية” كما اظهرها الفيديو الذي وزعوه ام انها غير ذلك. 

فبعد ساعات على نشر فيديو قصير يظهر ثلاثة شبان يعتدون على شخص سوري وينهالون عليه بالشتائم والضرب المبرح والتباهي امام الكاميرا بالدفاع عن المؤسسة العسكرية ومهاجمة التنظيمات الارهابية، تمكنت دورية من فرع المعلومات من تحديد هوية الاشخاص والقاء القبض على اثنين منهم، فيما العمل جاريا لتوقيف الثالث.

بحسب المعلومات المتداولة فان المعتدين الثلاثة يناصرون حزب مسيحي بارز، وقد قاموا بتسجيل هذا الفيديو بعدما تعمدوا مراقبة احد النازحين واستدراجه الى طريق فرعية في منطقة المتن والقيام بضربه من قبل شخصين فيما قام الثالث بتصويره وهو الذي لم يتم توقيفه بعد.

ووفق المعلومات فان الفيديو صور قبل ايام من نشره، والقضية قيد المتابعة من اعلى المرجعيات السياسية والامنية في لبنان، ″وان قرارا حاسما اتخذ لالقاء القبض على المتورطين وتوقيفهم درءا للفتنة ولمنع تكرار الامر″.

Post Author: SafirAlChamal