مآخذ كرامي على الحريري.. طرابلسية وحكومية!.. غسان ريفي

لم يأت إنتقاد الوزير السابق فيصل كرامي للرئيس سعد الحريري من فراغ، أو من باب توجيه الرسائل السياسية، أو بسبب خلافات شخصية، فالعلاقة بين الرجلين كانت حتى الأمس القريب جيدة، وإنما يأتي هذا الانتقاد بفعل ″تراكمات″ يعتبر الأفندي أن الكيل قد طفح منها، خصوصا أن طرابلس لا تشعر اليوم أنها جزء من الدولة اللبنانية، بل تشعر أنها ضحية مزايدات في السياسة تمهيدا لانتخابات فرعية أو عامة ما تزالان في علم الغيب.

خلال رعايته مصالحة بين عائلتيّ الحمصي والشريف في الميناء، أشار كرامي في كلمة ألقاها الى الضائقة الاقتصادية التي تفرض نفسها على المدينة وأهلها، وتترجم إشكالات أمنية مختلفة، لأن ″الطفر يولد النقار″ في وقت لا يوجد فيه أي رؤية إنمائية أو إقتصادية للمدينة، وقال: ″ما سمعناه خلال شهر رمضان من الرئيس سعد الحريري حول رؤيته الاقتصادية لطرابلس عندما وعد الطرابلسيين بأنهم سيقومون باعمار مدينة حلب فور الانتهاء من المعارك فيها، واذا كانت هذه الخطة الاقتصادية، يعني ″على الدنيا السلام″، فالغريب أننا غير قادرين على إعمار باب التبانة بينما يريدون منا إعمار حلب″!.

ما ذكره كرامي في كلمته، هو غيض من فيض ما يجول في نفسه من غضب حول تعاطي الحريري مع طرابلس، حيث يكشف لـ″سفير الشمال″ أنه غير مقتنع بما يقوم به الحريري تجاه طرابلس التي تزداد حرمانا وتهميشا، بينما المشاريع تقر في كل المدن والمناطق الأخرى، وأركان السلطة يتقاسمون المغانم، ويبخلون على مدينتنا حتى بالفتات، وهذا ما لن نرضى به وسنواجهه بكل ما نملك من إمكانات على الأرض.

كثيرة هي مآخذ الأفندي على الرئيس الحريري، بدءا من تفريطه بصلاحيات رئاسة الحكومة، وهيبتها لا سيما عندما غض النظر على الاساءة التي وجهها له سمير جعجع في معراب عندما ربط تحالفه معه بشرط أن “يقعد عاقل”، إضافة الى تغييبه طرابلس عن أي رؤية إنمائية من النفايات وقنبلتها الموقوتة المتمثلة بالمكب، الى سائر المشاريع حيث لا نرى أن مشروعا إنطلق وإستكمل أو جرى تنفيذه من دون عيوب وبحسب دفتر الشروط، وأكبر مثال على ذلك الارث الثقافي، والأوتوستراد الذي دخل سنته الثامنة ولم يستكمل.

ويرى كرامي أن الحريري يتحدث بخطابين مختلفين، ففي طرابلس خطابه مذهبي وتحريضي ضمن إطار مزايدات ناشطة بينه وبين اللواء أشرف ريفي لتحسين مستوى الشارع إنتخابيا، وفي بيروت خطابه معتدل وهادئ يحمل أوجها إنمائية وإقتصادية وسياحية، لافتا الانتباه الى أن الحريري وريفي يزايدان على بعضهما سياسيا وإقليميا ودوليا، بينما في طرابلس أزمات إجتماعية وإقتصادية وإنسانية، وبطالة وفقر وتعتير وتسرب مدرسي، وبلدية غير منتجة وخدمات معدومة، وكل ذلك لا يعنيهما، وفي النهاية فانهما يعملان على شحن نفوس المواطنين الذين يعودون الى منازلهم ولا يجدون قوت يومهم، فيخرجون بغضب الى الشارع لتقع الاشكالات المختلفة، التي قمنا بحل واحدة منها بالأمس في الميناء من خلال مصالحة عائلتي الحمصي والشريف، حيث وأدنا فتنة كانت على وشك أن تقع، والحمد لله ″قدّر ولطف″.

ويلفت كرامي الانتباه الى ظاهرة جديدة تشهدها طرابلس لجهة تفريغها من الادارات العامة ونقلها الى خارجها، وهو أمر بالغ الخطورة ويشير الى نية مبيته لعزل المدينة، فضلا عن أن أكثرية هذه الإدارات تشهد تراجعا في أعداد الموظفين الطرابلسيين فيها لمصلحة موظفين من خارج المدينة، محذرا من الاستمرار في هذا السيناريو المكشوف، مؤكدا أننا سنواجه كل من يحاول أن ″يستوطي حيط المدينة″ الى أي جهة إنتمى، لأننا سنكون حاضرين الى جانب أهلنا ولن نفرط بحقوق طرابلس ولا بحقوق الضنية التي تواجه أيضا إعتداءات مائية يجب التنبه وإيجاد الحلول السريعة لها قبل أن تؤدي الى فتنة لا يحمد عقباها.

Post Author: SafirAlChamal