مخيمات النازحين السوريين..على صفيح ساخن!..عمر إبراهيم

ست سنوات كانت كفيلة بأن يشعر النازحون السوريون أنّهم باتوا ضيفاً ثقيلاً على معظم سكان لبنان بمن فيهم البيئة السياسية التي احتضنتهم طوال هذه الفترة واستفادت من وجودهم سياسيا واقتصاديا، قبل ان تنقلب عليهم وتتحول منابرها وساحاتها الى منصات لاستهدافهم من خلال تضييق الخناق عليهم واطلاق المواقف المنتقدة لوجودهم والمطالبة بطردهم او ترحيلهم الى بلدهم، فضلا عن الإجراءات التي تقيّد حركتهم ليلاً، وصولا الى احراق مخيماتهم والتنكيل بهم أمنيا.

لا يختلف إثنان في لبنان على أن الوجود السوري كانت له تداعيات إقتصادية وأمنية وإجتماعية على شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين يصارعون من أجل تامين قوت يومهم، في ظل غياب الحلول  والمعالجات من قبل السلطة السياسية التي لم تجد طريقة لحل هذه الازمات سوى رمي الكرة في ملعب النازحين، وقبلهم اللاجئين الفلسطينيين، بعدما تم تحميلهم وحدهم مسؤولية الحرب الأهلية في لبنان.

وترى مصادر متابعة أن ما يحصل مؤخرا هو محاولة من قوى سياسية هدفها إستنهاض شارعها طائفيا وعنصريا، والضغط على المجتمع الدولي من أجل الاستحصال على أموال مشكوك مسبقا بطريقة إنفاقها، على غرار الاموال التي كانت تتدفق من دول الخليج تحديدا، وذهب قسم كبير منها الى جيوب بعض المنتفعين.

ويمكن القول إن التداعيات التي يحاول البعض إلصاقها بالنازحين ليست جديدة على لبنان الذي يعاني منذ عقود من شتى أنواع الازمات، إلا أن وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري فاقم منها، خصوصا بعد تراجع الدعم المالي الذي كان يصل كتعويض عن وجود النازحين، وبعدما لم يعد الاسثتمار السياسي للنازحين مجديا إنتخابيا، لا سيما في عكار والبقاع ومناطق أخرى كانت أول من فتحت ذراعيها لالاف النازحين برعاية سياسية لا يخفى على أحد غاياتها.

وأمام هذا التبدل في المواقف والتغيير في النظرة والتعاطي مع النازحين، يبدو السؤال البديهي لماذا هذا الهجوم على النزوح السوري في هذا التوقيت؟، وهل هناك قطبة مخفية وراء هذا التصعيد الميداني واللفظي؟.

ربما يكون موقف أحد السياسين معطوفا على تصريحات سياسيين اخرين فيه من الاجابات ما يكفي للرد على تلك التساؤلات، حيث اعتبر هذا السياسي “ان عدم وجود قضايا مثيرة للجدل عند بعض السياسيين دفعهم الى التركيز على ملف النازحين، ولكل واحد منهم مبرراته وأهدافه التي تتوزع بين اللعب على الوتر الاقتصادي أو الوتر السياسي”.

واضاف: “هناك حملة غير منطقية على النازحين، فالقضية لا تعالج باحراق مخيماتهم أو إجبارهم على ترك قرية هنا أو بلدة هناك أو التضييق عليهم في العمل، فالمسألة تحتاج إلى دراسة متأنية وإلى موقف موحد، يخرج الى الرأي العام ويكون بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي للتدخل ومعالجة هذه الازمة، وإلا فاننا أمام قنبلة قد تنفجر في أي لحظة”.

وتابع: “نحن على يقين بأن حل قضية النزوح لا تكون بمواقف إرتجالية هدفها إنتخابي او شد العصب، إنما بالتواصل والتنسيق مع المجتمع الدولي القادر على حل هذه القضية، وغير ذلك فنحن ندور في حلقة مفرغة، قد يكون لها انعكسات سلبية داخليا وخارجيا، خصوصا ان بعض التصرفات والاجراءات التي حصلت اعطت صورة سيئة عن لبنان في الخارج، وأظهرته عبر بعض وسائل الاعلام على أنه بلد عنصري”.

لكن ما لم يطترق اليه هذا السياسي، افصحت عنه مصادر محلية ودولية تعنى بقضايا النازحين، حيث أعربت عن خشيتها من ان يكون الخطاب السياسي التحريضي هو بمثابة رفع غطاء ينتج عنه أعمال وردات فعل قد تكون غير محسوبة النتائج، وتجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه، خصوصا أن شائعات التي أطلقت بداية عن احراق مخيمات للنازحين، باتت حقيقة وفق كل المعطيات.

Post Author: SafirAlChamal