أهالي العسكريين المخطوفين..″العيد ما يزال بعيدا″..غسان ريفي

لن يكون عيد الفطر سعيدا على عائلات العسكريين التسعة المخطوفين لدى ″داعش″ منذ 2 آب 2014، والذين إنقطعت أخبارهم والمعلومات عنهم بشكل كامل منذ نحو سنتين.

هو عيد الفطر الثالث، وهو العيد السادس إذا ما تم جمع عيدي الفطر والأضحى، والذي يمر حزينا، ففي 2 آب المقبل يُكمل العسكريون المخطوفون عامهم الثالث، ويدخل أهلهم عاما رابعا من المعاناة والأسى والخوف على المصير .

يمر عيد الفطر الثالث على أمهات وآباء وأهالي العسكريين والفرح ما يزال يجافيهم، والأمل يُقفل أبوابه في وجوههم شيئا فشيئا، والتفاؤل بلقاء فلذات أكبادهم يتضاءل، والمهدءات وأدوية الاعصاب تكاد تكون الملجأ الوحيد للتخفيف من هول المأساة المستمرة بتداعياتها المختلفة عليهم منذ ثلاث سنوات.

كل ذلك، بعدما نسيت أو تناست القيادات السياسية المعنية هذه القضية الوطنية والانسانية ووضعتها في الأدراج، بانتظار أن يأتي الفرج الذي يبدو في ظل الظروف الاقليمية المعقدة، والمواجهات العسكرية اليومية التي تسيطر على الجرود التي تربط بين القرى اللبنانية والسورية، أنه ما يزال بعيدا.

لا يصدق أهالي العسكريين أن الدولة اللبنانية قد تكون عاجزة الى هذا الحد، وأنها لا تستطيع أن تأتي بأي خبر أو معلومة عن أبنائها العسكريين، فيما كل المسؤولين يتحصنون بعبارة واحدة هي: “أن الملف غير قابل للنسيان وهو أولوية وطنية”، وقد ردد الرئيس سعد الحريري هذه العبارة خلال زيارته بلدة القلمون مؤخرا، عندما إلتقى عائلة المؤهل المخطوف إبراهيم مغيط، لكن هذا الكلام لا يجد طريقه نحو أي ترجمة عملية أو فعلية، فالعسكريون ما يزال مصيرهم مجهولا بين أدي تنظيم “داعش”، والدولة تتفرج أو تنتظر أو عاجزة، وحالات الخوف والحزن والأسى تفتك بالأهالي الذين باتوا مستعدين لسماع أي خبر عن أبنائهم سواء كان سيئا أو مفرحا.

يشير نظام مغيط (شقيق المخطوف إبراهيم مغيط) الى أنه آن للدولة أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الملف الانساني والوطني، ونحن نريد أن نعرف مصيرهم، وهذا من حقنا على الدولة، فاذا كان العسكريون إستشهدوا فنريد أن جثثهم لكي نقيم لهم العزاء الذي يليق بهم وبتضحياتهم، وإذا كانوا أحياء فعلى الدولة أن تجاهد وتناضل من أجل الافراج عنهم وإعادتهم الى وطنهم لأن أمر من هذا النوع يتعلق بسيادة لبنان وإستقلاله وهبية الدولة والجيش والمؤسسات الأمنية جمعاء.

ويقول مغيط لـ”سفير الشمال”: لقد سئمنا الوعود، وسئمنا الانتظار، والعيد يمر تلو العيد والحزن يستوطن عائلاتنا ونفوسنا، ونحن اليوم على عتبة إكمال العام الثالث، والملف ما يزال جامدا، والوسطاء في خبر كان، ونحن نتواصل مع كل القيادات ولم نعدم وسيلة ضغط، والكل يسعى الى تهدئتنا من خلال التأكيد على عدم التهاون بملف العسكريين، لكننا لم نعد نستطيع الصمود، فالخوف يقتلنا في كل يوم، ونحن سنتابع بعد العيد تحركاتنا، لكننا بعد مرور العام الثالث لن نسكت وسنكشف بالتواريخ والأسماء والمعطيات كل من قصّر في هذا الملف.

Post Author: SafirAlChamal