ثورة نسائية في لبنان.. لـ ″تعديل القانون الانتخابي″!..غسان ريفي

أعلنتها نساء لبنان معركة في وجه السلطة التي حرمتهن من التمثيل السياسي بعدم إقرار ″الكوتا النسائية″ في القانون الانتخابي الجديد، الأمر الذي سيفرض تحديا كبيرا على أركان الحكم في ظل تمسك النساء بحقهن في التمثيل، ودعوتهن الى تعديل القانون وإعادة الكوتا إليه.

واللافت أن وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبالرغم من إقرار القانون في مجلس النواب، دعا الى إجراء بعض التعديلات عليه، لجهة إقتراع المغتربين والعسكريين، أو العودة الى إعتماد التأهيل، من دون أن يذكر الكوتا النسائية.

وتشير معلومات الى تململ في قاعدة ″التيار الوطني الحر″ من عدم إقرار ″الكوتا النسائية″، وكذلك في صفوف ″القوات اللبنانية″ التي ترفض تغييب المرأة بهذا الشكل، في حين أبدى الرئيس سعد الحريري في سحور للاعلاميين في السرايا الكبيرة ليل أمس، أسفه الشديد لعدم تمكنه من إقرار الكوتا، داعيا الاعلاميين الى العمل على إظهار دور المرأة على كل صعيد، وكان سبق أن أعلن بأنه سيخصص لوائحه في كل المناطق بـ”كوتا نسائية”، فضلا عن رفض بعض القيادات السياسية المستقلة لهذا الظلم اللاحق بالمرأة التي تعتبر نصف المجتمع، خصوصا أن القانون الذي تم البناء عليه، والذي أرسلته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى مجلس النواب، أقر كوتا بنسبة 30 بالمئة للمرأة على اللوائح ترشحا.

رغبة باسيل بادخال تعديلات جديدة على القانون، إضافة الى التململ والأسف السياسيين، قد يجدوا في الضغط النسوي الذي من المتوقع أن يتنامى ويمتد أفقيا على مساحة الوطن، فرصة سانحة للبحث في إمكانية إدخال تعديلات جديدة على هذا القانون، خصوصا بعدما جرى تمرير التمديد.

في كل الأحوال، يبدو أن ثمة ثورة نسائية بدأت تتبلور في لبنان، نتيجة تغييب السلطة لدور المرأة في مجلس النواب، وأن النساء المتضررات من هذا التغييب نجحن في إحداث تعبئة عامة في المجتمع المدني والأهلي، من خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده “التحالف الوطني” “نساء للسياسة” في قصر الاونيسكو أمس، بمشاركة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، والهيئات النسائية والمدنية، وبحضور وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزالدين، والوزيرتان السابقتان منى عفيش ووفاء الضيقة حمزة، وممثلات عن الهيئات النسائية.

عبر المؤتمر عن حالة غضب غير مسبوقة في صفوف النساء اللبنانيات اللواتي إعتبرن أنهن خسرن المعركة، لكن الحرب ما تزال طويلة، وأن النضال سيستمر من أجل إجراء تعديل للقانون الذي تم إقراره، لا سيما أن هناك ثغرات تستوجب التعديل، أن قضيتهن قضية حق.

بداية تحدثت الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، ثم تلت الدكتورة فاديا كيوان بيانا باسم التحالف أكدت فيه سلسلة من النقاط أبرزها:

أولا: دعوة القوى السياسية الصادقة في التزامها تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، الى الوفاء بالتزامها هذا، وترجمته عبر ترشيح عدد وازن من النساء على لوائحها في الانتخابات المقبلة.

ثانيا: دعوة النساء اللبنانيات الى الترشح للانتخابات المقبلة، في كل المناطق اللبنانية وكل الدوائر والطوائف والمذاهب.

ثالثا: البدء فورا بالتفاوض مع كل القوى السياسية والمدنية والأهلية والمهنية والنقابية، لتشكيل تحالفات تزيد فرص النساء في الفوز في الانتخابات، فليس هناك من خطوط حمر، بل إن الهدف هو فوز أكبر عدد ممكن من النساء.

رابعا: السعي الى الاستفادة من النظام النسبي الذي يفتح الباب أمام التعددية السياسية الفعلية في الدوائر والطوائف والمذاهب، والسعي الى حشد الأصوات التفضيلية للنساء في اللوائح، مع  التذكير بأن مبدأ الصوت التفضيلي من شأنه تفكيك التضامن والتصنيف داخل لوائح المرشحين.

خامسا: الشروع في تأسيس شبكة عامة من الأنصار والناشطين، للمساهمة في الحملات الانتخابية الخاصة بالنساء في كل الدوائر الانتخابية، وكذلك التشبيك مع وسائل الاعلام والمكاتب المتخصصة بالدعاية الانتخابية.

سادسا: البدء فورا بالمفاوضات مع الهيئات والقوى الشبابية في كل الأوساط، واعتبار التحالف بين النساء والشباب تحالفا طبيعيا، بل هو عضوي. وكذلك التحالف مع سائر القوى التي تسعى الى التمثيل الصحيح والديموقراطي للمواطنين. كما أن ″التحالف″ سيعمل على مد الجسور مع الأوساط كافة التي يمكنها التأثير على العملية الانتخابية بما يخدم مصالح النساء المرشحات.

سابعا: الإقدام على تشكيل لوائح من المرشحين والمرشحات في مختلف الدوائر الانتخابية بالتعاون مع القوى والشخصيات المؤمنة بالمناصفة في لوائح الترشيحات، بين النساء والرجال، والمضي قدما في الاعداد للانتخابات.

ثامنا:″ دعوة المواطنين والمواطنات في كل الدوائر الى حجب أصواتهم عن اللوائح التي لا تتضمن نساء مرشحات، وصب أصواتهم على اللوائح التي يكون هناك نساء مرشحات في عدادها″

وأكدت كيوان أنه ″فرضت على النساء اللبنانيات معركة سياسية قاسية، لكنهن اعتدن قسوة الحياة وكن دائما أكبر من كل الظروف وتجاوزن الصعاب وواجهن كل أنواع التحديات، وإذا أرادوها معركة فالنساء اللبنانيات لها″.

Post Author: SafirAlChamal