المجمع الانطاكي يرفض الإقصاء المتمادي للأرثوذكس عن الوظائف الرسمية

رحب آباء المجمع الانطاكي المقدس الذي إختتم أعماله برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في البلمند ″بعودة لبنان إلى موقعه الفاعل في العالم بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل الحكومة واستعادة حركة التشريع في المجلس النيابي″، وشددوا على″ أهمية احترام الميثاق والدستور في تبني قانون مناسب للانتخاب يُؤمِّن صحة التمثيل لجميع مكونات وأطياف المجتمع اللبناني ويوطد عيشهم الواحد وشراكتهم في إطار الوطن وأبعد من حدود الطوائف″.

وبارك الآباء ″جميع الخطوات الهادفة إلى مكافحة الفساد ووضع حد لهدر المال العام باعتبارها مدخلاً أساسياً لرفع الظلم عن كاهل المواطنين ولكل إصلاح في الدولة اللبنانية التي عانت، وما تزال، من تبعات الفساد المستشري″. وجددوا دعوتهم″ من أجل تفعيل عمل أجهزة الرقابة والمحاسبة والقضاء، وتحريرها من سطوة النافذين، ليستعيد المواطن اللبناني الثقة بمؤسسات الدولة.″

ودعا آلاباء إلى “قيام نظام لبناني على فكرة المواطنة والمساواة الفعلية والكاملة بين جميع مكونات الشعب اللبناني، ولكنهم، وفِي ظل النظام المعمول به حالياً، يعبرون عن رفضهم لما يتعرض له أبناؤهم من حرمان وتهميش في إدارات الدولة والوظائف العامة. وهم يعبرون عن استيائهم من الإقصاء المتمادي الذي يتعرض له الأرثوذكس في الوظائف خلافاً للعرف المعمول به.” 

وكان قد استقبل آباء المجمع نائب رئيس الحكومة الوزير غسان حاصباني والوزيران السابقان طارق متري ونقولا نحاس والنائب غسان مخيبر وعدد من ذوي الاختصاص الذين” أطلعوهم على دقائق المجريات والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشرق ومسيحييه بشكل خاص”.

وثمنوا ما جاء في هذه المداخلات من أفكار واقتراحات تهدف إلى ترسيخ الحضور وتفعيل الشهادة الأرثوذكسية وشددوا على أهمية هذه اللقاءات ودورها في استنباط مقاربة أنطاكية واحدة للمسائل والتحديات المطروحة.”

وكرر الاباء وفق البيان الصادر عن المجمع” استنكارهم للحرب المدمرة التي يعاني الشعب السوري بمختلف فئاته من ويلاتها، والتي أوقعت، وما زالت، خسائر بشرية ومادية جسيمة، وأدت إلى تفتيت المجتمع السوري وسقوط آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، كما ولدت موجات نزوح ولجوء لم يشهد العالم مثلها”.

وحذروا من الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، التي أضرت بكل الناس، ولكنها طالت أكثر ما طالت الطبقات الكادحة والفقيرة التي ازدادت فقراً وبؤساً، وأصبحت عاجزة عن تأمين لقمة عيشها وأبسط مستلزمات السكن والصحة والتعليم. وفي هذا الصدد، ناشد الآباء المجتمع الدولي، العمل على فك الحصار المفروض على الشعب السوري، والعمل على وضع حد للإرهاب والعنف والتهجير والتفتيت والمساهمة الحثيثة في تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إرساء السلم الأهلي. فالشعب السوري لم يولد ليكون وقوداً في صراعات قوى هذا العالم، ولا للقتل والنزوح والهجرة، بل للعيش بحرية وكرامة وللشهادة لقيم التسامح والعيش الواحد كما كان طيلة تاريخه”.

وناشدوا ” الخيرين في هذا العالم، العمل على كشف مصير المفقودين والمخطوفين وتحريرهم، ومن بينهم مطرانا حلب بولس (يازجي) ويوحنا (ابراهيم) اللذان أصبح اختطافهما لغزاً محيراً في ظل الصمت الدولي المطبق، واللذين يبقى حضورهما في أبرشيتيهما، وكنيستيهما، وفي ضمير العالم الحي، أشد وأقوى من تغييبهما”.

وتابع الآباء” بقلق شديد واقع الحروب الدائرة في العراق واليمن وسواهما من البلدان العربية، حيث يعيش أبناء هذه البلدان، حالات الخوف والقلق على المصير كما والفقر والعوز، وسألوا الله أن يرحم شعوب المنطقة العربية وجميع شعوب العالم ويجعلهم ينعمون بالأمن والسلام والطمأنينة والعيش الكريم”.

وشجبوا الجرائم التي تعرّض لها المسيحيون مؤخّرًا في مصر، وكل المحاولات الرامية إلى تخويفهم وتهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم، وثمنوا المواقف المستنكرة والشاجبة لهذه الاعتداءات الهمجية والتي صدرت عن مختلف أطياف الشعب المصري”.

وتوقفوا عند آلام الشعب الفلسطيني المستمرة وأدانوا سعي السلطات الإسرائيلية إلى إبقاء هيمنة الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني ورحبوا بالمواقف الدولية والأممية الجريئة التي تدين السياسات والممارسات الإسرائيلية هذه باعتبارها تشكل عزلاً وفصلاً عنصرياً”.

كما أدانوا كل أشكال الإرهاب والتطرف والعمليات الإرهابية الانتحارية التي ضربت أكثر من بقعة في العالم ودعوا إلى تضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب المتنقل.”

Post Author: SafirAlChamal