بطلة ″نور″ فانيسا أيوب لـ ″سفير الشمال″: أتمنى أن تصل الرسالة!… رانا البايع

من مقاعد الدراسة ظهرت إبنة الخمسة عشر ربيعا فانيسا أيوب ولمع إسمها في عالم التمثيل ببطولة من العيار الثقيل في  ″نور″، هو فيلم أشبه بصرخة انسانية لانصاف الطفولة قبل كل شي بهدف الحد من زواج القاصرات، وهو دعوة إلى التغيير والثورة ضد تقاليد بالية من أجل الوصول إلى الاعتراف بحق النساء بتقرير مصيرهن.

الفيلم الذي بدأ عرضه في صالات السينما اللبنانية، يصوّر بواقعية مؤثرة معاناة فتاة قاصر إسمها نور يُرغمها أهلها على الزواج برجل يكبرها في السن.

الصدفة لعبت دورها في حياة فانيسا واكتشفتها أليسا أيوب، المشاركة في كتابة السيناريو، ما قادها الى الظفر بدور ″نور″ التي تعترف فانيسا أنها  تشبهها إلى حد كبير، قد تكونان وجهان لعملة واحدة فيما خص حبهما للحياة واستمتاعهما بكل لحظة وتطلعهما إلى المستقبل.

دور بطلة القصة ″نور″ جسدته فانيسا بحرفية عالية بشهادة الجميع، وهي تعطي الفضل الأكبر للمخرج خليل زعرور  الذي وجهها خلال الفيلم مع طاقم العمل الذي ساندها لا سيما في المشاهد الصعبة والمتطلبة.

″تعلمت ان اعود الى ذكرى حزينة مررت بها وامثل على أساسها محاولة استخراج ما امكن من ذاتي بما يخدم الدور والمشهد″، تقول فانيسا.

وعما إذا كانت ″نور″ قد غيرتها تجيب فانيسا: ″لا شك ان ″نور″ انضجتني على الصعيد الشخصي وفتحت عيوني على واقع  لم احسب يوما انه ظالم الى هذا الحد، فزواج القاصر يدمر حياتها وانا على الرغم من التوعية التي تلقيتها، ما ازال أصاب بالدهشة بوجود هكذا آفات في مجتمعنا اللبناني ونحن في العام 2017″.

أما عن الشهرة التي ترافق كل نجاح، يشعر كل من يعرف فانيسا أنها هي نفسها ″تلك الفتاة المرحة الذكية النضرة وأن كل هذا الاهتمام الاعلامي لم يمسّها من الداخل″.

تقول فانيسا عن نفسها: ″تقبلت فكرة الشهرة وإعتبرتها تغيير جوّ لا أكثر ولا أقل، والأهم أن هذه الشهرة لم تبعد رفاقي عني، بل على العكس فقد أظهرت معدنهم الحقيقي من خلال مساندتهم لي وتشجيعهم ووقوفهم الى جانبي عندما إحتجت اليهم″.

فانيسا كان عمرها 16 عاما عندما إنتهت من تصوير ″نور″، واليوم تكمل عامها الـ 18، وهي لا تفكر بامتهان التمثيل، بل تريد العودة الى طموحها الاول الا وهو دراسة الهندسة في الجامعة، ولكنها لن ترفض التمثيل مجددا في حال عرض عليها دور يناسبها.

فيلم ″نور″ يتوجه الى مجتمعاتنا المغلقة المتمسكة ببعض التقاليد السخيفة، والى النساء والرجال على السواء والمراهقات ورجال الدين والسياسة، على حد قول فانيسا التي ″تشجع كل قاصر يتجه اهلها الى تزويجها رغما عنها ان تنتفض وتدافع عن نفسها″.

وتضيف: ″هذا القرار هو قرار حياة باكملها لذا على الفتاة ان تتشجع رغم كل الضغوط وتصارح أهلها وتناقشهم وتحاول بشتى الطرق إيصال أسباب رفضها لهذا الزواج، على أمل أن يتعاطف الأهل ويجنبوا بناتهم مصيرا حزينا ومظلما″.

″نور″ كانت تجربة أكثر منه فيلم تعترف فانيسا، وتقول: ″كنت سعيدة وفخورة باسهامي بالقاء الضوء على قضية بهذه الاهمية  تدمّر مستقبل كثير من البنات وتبعدهن عن احلامهن، واتمنى ان تصل رسالة فيلم نور وأن تساهم في التغيير والثورة على كل ما هو ظالم ومجحف بحق المرأة عامة والقاصرات خاصة″.

Post Author: SafirAlChamal