مبادرة نساء السلام في ذكرى الدكتورة منى حداد يكن

أحيت جامعة الجنان الذكرى السنوية الرابعة لرحيل مؤسِّستها الدكتورة منى حدّاد يكن، والتي تزامنت مع ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية وأطلقت في المناسبة بالتعاون مع جمعية ″رحمة للعالمين″ مبادرة نساء للسلام، بحضور وزيرة الدولة للتنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين.

الحفل الذي نظمته ″الجنان″ و″رحمة للعالمين″ في معرض رشيد كرامي الدولي، ضمن فعاليات معرض الكتاب الـ 43 حضره الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالسيدة ندى ميقاتي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالشيخ مظهر الحموي، وحشد من الشخصيات السياسية والنيابية  والاجتماعية والأكاديمية وممثلي الجامعات والبلديات والمخاتير والهيئات النسائية والفعاليات الاقتصادية والنقابية والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجنان وتلاوة من القرآن الكريم لرئيس قسم القراءات في جامعة الجنان شيخ القراء الدكتور زياد الحاج رحّب مدير العلاقات الخارجية الأستاذ ربيع حرّوق بالحضور مستذكراً ″سيدة من شقائق الرجال قلّ نظيرها.″

ثم ألقت رئيسة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط في الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي الدكتور عائشة فتحي يكن الرئيسة والمؤسسة لجمعية “رحمة للعالمين” كلمة أشارت فيها إلى أن الانطلاق في ذكرى الحرب هو لحمل رسالة السلام والانطلاق هو من المرأة الأم التي خطفت منها الحرب أغلى ما عندها ومن المرأة بكل مواقعها. واستذكرت يكن والدتها الراحلة في كل محطات حياتها مطلقة مبادرة نساء للسلام التي نوه بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من خلال برقية أرسلها من خلال مدير عام رئيس فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية اللبنانية الدكتور نبيل شديد.

ثم ألقى رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان سالم فتحي يكن كلمة أشار فيها إلى بركة العلم حيث تلهج مئات الألسن كل بلغته باسم الدكتورة منى حداد يكن في شتى أصقاع الأرض وهي لم تترك إلا وصية واحدة هي كونوا أمناء أوفياء، وقال: ″سنبقى حراساً لهذه المسيرة نحميها بأهداب العيون لأنها اجتماع إرادتين طيبتين ونتاج الوالد الداعية فتحي يكن رحمه الله فكراً ودعوة وحباً وحواراً وتربية ووطناً″.

ودعا يكن إلى إعادة تحريك سواكن هذا الفكر وقال: ″إننا في غمرة ما نواجه من فتن بحاجة إلى إعادة قراءة فكر الداعية صاحب الوحدة شيخنا فتحي يكن قراءة متأنية فيها وقفات في فقه الدعوة وحركة الناس والحوار مع الآخر.″

ثم ألقت الوزيرة عزّ الدين كلمة نوهت فيها بطرابلس، مبدية أسفها بأن الظروف لم تتح لها التعرف عن قرب على ″تلك السيدة النموذج والقدوة التي أثبتت أن لا انفصام بين المرأة الملتصقة بالتزامها وبين الخوض في غمار مقتضيات الحداثة″، وقالت: ″في زمن الحروب وفي زمن اغتيال المدن ذات التاريخ العريق والدور الثابت في الحضارة الإنسانية نجتمع من أجل السلام في جامعة الجنان الرائدة الخلاقة، هذا الصرح التربوي الكريم الذي لا يفصل بين العلم والثقافة″.

وأشادت الدكتورة عزّ الدين بعنوان الذكرى ″امرأة السلام″ في ذكرى الحرب الأهلية وقالت: ″ما أحوجنا اليوم إلى رجال سلام ونحن نجتمع في صرح يحمل اسم أحد أهم رجل سلام حتى الشهادة رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رشيد كرامي، ونساء سلام في زمن تغذية النزاعات المذهبية والفتن الممتلئة قتلا ودماراً في بلادنا العربية والإسلامية″.

وشددت عزّ الدين على الحاجة إلى الخوض في قضية بناء السلام وحفظ الوطن بعد كل التجارب التي مرّ بها اللبنانيون من خلال إرساء ثقافة تكافؤ الفرص واعتماد السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تثبت الشباب اللبناني وتحد من هجرة الأدمغة عبر الإنماء المتوازن الذي نص عليه الدستور واتفاق الطائف.

وأشارت الوزيرة إلى الدور الذي يمكن للنساء أن يقمن به في التربية على السلام بدءاً من الأسرة وصولاً إلى مواقع القرار حيث الأمل بنساء قائدات ووزيرات وأعضاء في المجالس النيابية، وقالت: ″إن لقاءنا هذا يجب أن يحمل دعوة واضحة للوحدة والاعتدال والتسامح ونبذ الفرقة″

وأطلقت عز الدين نداءً إلى كافة القوى السياسية والأحزاب لتحصين حالة الاستقرار والأمن وقالت: ″إن سلمنا الأهلي واستقرارنا الوطني أمانة في أعناقكم لا ينبغي لكم أن تفرطوا بها لأي سبب كان وتحت أي شعار كان.″

وبعد الكلمات الرسمية كانت شهادات حية في الراحلة منى حداد يكن أدارها الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام في جامعة الجنان الإعلامي جو لحود وتناولت أربعة محاور حول العلاقة الإنسانية مع منى حداد يكن ثم المرأة، تلاها منى حداد امرأة السلام، وأخيراً النضال في حياة منى حداد يكن. وتحدثت فيها الناشطة الاجتماعية الإنمائية الإعلامية ليلى شحود، ومديرة فرع جامعة القديس يوسف في الشمال الدكتورة فاديا علم، والشاعرة أسماء قلاوون.

وختاماً قدّم المنظمون درع امرأة السلام د. منى حداد يكن لوزيرة الدولة للتنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين. وتم التوقيع على مبادرة نساء للسلام.

Post Author: SafirAlChamal