تيار المستقبل يربح النقيب.. ويخسر المهندسين!… غسان ريفي

تنشغل المكاتب الهندسية في طرابلس والشمال بدراسة الأرقام والنتائج التي شهدتها إنتخابات نقابة المهندسين وأفضت الى فوز مرشح ″تيار المستقبل″ بسام زيادة لمركز النقيب برصيد 1348 صوتا، والى حصول المرشح المنافس مرسي المصري على 948 صوتا بالرغم من التحالف السياسي العريض الذي وقف ضده، لمصلحة النقيب زيادة.

لا يختلف إثنان على أن هذه الانتخابات أكدت بما لا يدعو الى الشك، بأن ″تيار المستقبل″ في نقابة المهندسين هو ″بيت بمنازل كثيرة″، وأن الالتزام بقرارات قيادته المركزية بات مفقودا، وقد تُرجم ذلك بوجود ثلاثة مرشحين مستقبليين تنافسوا على منصب النقيب، ولم يوفروا سلاحا مشروعا أو غير مشروع إلا وإستخدموه في معركتهم في وجه بعضهم البعض، على مرأى ومسمع ″القيادة الزرقاء″ التي وقفت عاجزة أمام هذا الانقسام الذي إنسحب أيضا على الجماعة الاسلامية التي أدلى بعض مهندسيها بأصواتهم لمصلحة مرسي المصري، وعمار الأيوبي.

واللافت أن هذا الانقسام إنسحب على صفوف مهندسي المستقبل، الذين تشير الارقام وتحليلاتها الى أن أصواتهم تفرقت بين المرشحين الثلاثة، وقد نال المرشح مرسي المصري العدد الأكبر منها، ما يؤكد أن السواد الأعظم من المهندسين لم يكونوا مقتنعين بخيار قيادتهم، وأنهم وقفوا الى جانب المصري الذي تمرد على تياره ورفض الانصياع لقرارات قيادته، وخاض “ثورة هندسية” سيكون لها تداعياتها وتأثيراتها على أي إنتخابات مقبلة بعدما تحول الى قوة ناخبة حقيقية لن يستطيع أي تيار سياسي بعد الآن تجاهلها، كما ستفرض هذه الثورة نفسها في مجلس النقابة الذي سيمضي فيه المصري سنتين إضافيتين الى جانب النقيب زيادة.

وتقول هذه الارقام أن نحو 1300 ناخبا مسلما قد أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، التي وجد فيها 160 ورقة ملغاة أو بيضاء يعود معظمها الى تكتل نقابي أكثره من المسلمين أراد التعبير عن رأيه بالتصويت الأبيض إحتجاجا على سطوة السياسة وتحكّمها في مسار الانتخابات النقابية، في حين نال المرشح عمار الأيوبي (مستقبلي ومن خريجي مؤسسة الحريري) نحو 90 صوتا مسلما، ليبقى 1050 صوتا.

وتشير هذه الدراسة أن أكثرية مهندسي المستقبل ومعهم المستقلين وأبناء الأقضية ومحافظة عكار من المسلمين قد صوتوا لمصلحة المرشح مرسي المصري ويقدر عددهم بحوالي 700 صوتا، يضاف إليهم 248 صوتا مسيحيا أغلبهم من المردة والمستقلين والمهندسين الشباب المتحمسين للمصري.

في حين أن النقيب بسام زيادة حصل على 350 صوتا من المسلمين يتوزعون بين المستقبل والجماعة ومؤسسة الصفدي والمشاريع إضافة الى تيار العزم الذي ترك الحرية لمهندسيه لاخيتار من يرونه مناسبا لمنصب النقيب، وتقول المعلومات أن أكثرية العزميين من المهندسين كان خيارهم النقيب زيادة الذي حصل بالمقابل على أصوات مهندسي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، والقوى المسيحية في 14 آذار الذين إلتزموا بقرار قياداتهم التحالف مع ″تيار المستقبل″.

أمام هذا الواقع، يبدو واضحا أن ″تيار المستقبل″ فاز بالانتخابات بأصوات حلفائه المسيحيين، بعدما خسر مهندسيه، وذلك نتيجة التعاطي الخاطئ معهم، والقرارات الفوقية التي لم يعد بمقدور المهندسين المستقبليين تحملها، فوجدوا ضالتهم في ثورة مرسي المصري ووجهوا رسالة واضحة وصريحة الى قيادتهم.

في غضون ذلك نشر ناشطون مستقبليون دراسة تحليلية لنتائج الانتخابات، تشير الى أن النقيب زيادة نال 795 صوتا من المهندسين المسلمين، وحصل على 595 من المهندسين المسيحيين، بينما نال المرشح مرسي المصري 375 صوتا مسلما، و528 صوتا مسيحيا، مؤكدين أن النفس المناطقي الذي إستخدمه المصري هو الذي ساهم في رفع نسبة التصويت السني لمصلحته.

وفي هذه الدراسة إتهام ضمني من ″المستقبل″ للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بعدم الالتزام بالتحالف معه، وتهريب نصف أصوات مهندسيهم للمرشح المصري، علما أن كل الانتخابات السابقة تؤكد أن الكتل المسيحية متماسكة وملتزمة بقرارات قياداتها.

هذا الواقع يتطلب من قيادة تيار المستقبل قليلا من التواضع ومن التعاطي مع الوقائع، وأن تقف على رأي كوادرها في القطاعات النقابية، وأن تجري قراءة متأنية لمزاج المهندسين في طرابلس والشمال بشكل خاص، بدل تغطية الفشل بتأمين الأصوات لمرشحها، بالطعن بالحلفاء المسيحيين، أو الطعن الشخصي بالمرشح مرسي المصري الذي إنتخب قبل عام لمجلس النقابة بدعم كامل من “المستقبل”، وترشح الى المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى عن محافظة عكار وفاز بعضويته أيضا بدعم مستقبلي.

Post Author: SafirAlChamal