جعجع لـ جبران باسيل: أنا بطلعك نائب!… غسان ريفي

يدرك وزير الخارجية جبران باسيل أن الطريق الى مجلس النواب يجب أن تمر عبر القوات اللبنانية في البترون، وربما وصلت إليه رسالة الدكتور سمير جعجع الذي سارع الى ترشيح الدكتور فادي سعد من وسط البترون، ومفادها بأن القوات تمسك العصا الانتخابة من الوسط، فاما أن يمتد تحالفها نزولا الى الساحل فتؤول النيابة الى باسيل، أو أن تتجه صعودا نحو الجرد لتعزز الحضور السياسي والنيابي للنائب بطرس حرب.

ويدرك جبران باسيل أيضا، أن لا خيار أمامه سوى التحالف مع القوات اللبنانية، خصوصا في ظل الصراع القائم بينه وبين حرب من جهة، والخلافات المستفحلة بينه وبين تيار المردة الذي بات أقرب في البترون الى النائب حرب وحزب الكتائب.

ويبدو واضحا أن سمير جعجع على وجه الخصوص مستاء جدا من سلوك باسيل الذي وبحسب مصادر قواتية “يضرب بعرض الحائط تفاهم معراب، ويتصرف بآحادية مطلقة في السلطة لجهة التعيينات العسكرية والأمنية والادارية أو طرح إقتراحات مشاريع القوانين الانتخابية من دون الرجوع الى رأي الحليف والشريك”.

وبحسب المصادر نفسها أن “القوات تنازلت كثيرا للتيار الوطني الحر في الانتخابات البلدية الماضية، وأعطته عددا لا يستهان به من البلديات التي كانت قادرة على تجييرها لنفسها”، لافتة الانتباه الى أن ما شهدته الانتخابات البلدية لا يمكن أن ينطبق على الانتخابات النيابية، وعلى جبران باسيل أن يحترم خصوصيات القوات وخياراتها، وأن لا يتدخل في تسمية مرشحيها أو يعترض عليهم.

لذلك، فقد إستعجل سمير جعجع ترشيح فادي سعد في البترون، علما أنه لم يرشح أحدا في أي منطقة من لبنان، لكنه من خلال هذه الخطوة أراد أن يقول لـ باسيل بشكل غير مباشر “أنا بطلعك نائب” أو “الأمر لي شمالا”، و”أن ما تقوم به في السلطة من شأنه أن ينعكس سلبا على تفاهم معراب، وعلى التحالف القائم بيننا”، فضلا عن لفت نظره بأن أبواب التحالف مفتوحة أمام القوات اللبنانية سواء مع الكتائب أو مع بطرس حرب، بينما خيارات باسيل تقتصر فقط على القوات.

من هنا جاء كلام جعجع في إحتفال معراب بـ”أننا نحن القاطرة ولسنا المقطورة في البترون”، وذلك في محاولة من رئيس القوات للضغط على رئيس التيار ودفعه الى إعادة حساباته في كل الأمور، وفي مقدمتها إحترام تفاهم معراب والتصرف مع القوات كشريك حقيقي وعدم إتخاذ أية قرارات بالتعيينات بمعزل عنها.

من جهته لم يتأخر الوزير حبران باسيل في الرد على جعجع، حيث قال في كلمة ألقاها في المؤتمر العام الثاني للتيار الوطني الحر: “لا تحالف إنتخابيا على قياس رئيس التيار الوطني الحر، ولا أحد يبتزنا ومن يخيط بهذه المسلة فليجرب غيرها”.

ويمكن القول أن البترون ومعركتها الانتخابية هي التي ستحدد شكل التحالف بين القوات والتيار الوطني الحر، فاما أن ينجح هذا التحالف في البترون وينسحب على أقضية الكورة وزغرتا ومحافظة عكار وجبل لبنان، أو أن يفشل ويؤدي الى معركة إنتخابية بين الفريقين في كل تلك المناطق، وعندها ستعود القوات الى المربع الأول بالتحالف مع مسيحيي 14 آذار، وفي مقدمتهم بطرس حرب الذي لن يتوانى عن محاصرة باسيل وقطع الطريق أمامه للحؤول دون وصوله الى ساحة النجمة.

Post Author: SafirAlChamal